تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقتطفات من كتابي (شكوى أئمة السلف من حال أهل زمانهم)]

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 08:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الحمدَ للّه، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللّه من شرور أنفسِنا ومن سيِّئات أعمالِنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلِلْ فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إِله إِلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.

"يا أيُّها الذينَ آمنوا اتَّقوا اللّه حقَّ تُقاتِه ولا تَموتُنَّ إلا وأنتُم مُسلمونَ " آل عمران: 102.

"يا أيها الناس اتَّقوا ربكم الذي خَلَقَكُم من نفسٍ واحدةٍ وخلقَ منها زوجَها وبَثَّ منهُما رِجالاً كثيراً ونساءً واتَّقوا الله الذي تساءَلونَ به والأرْحامَ إِنَّ اللّه كانَ عليكم رَقيباً" النساء:1.

"يا أيها الذينَ آمنوا اتَقوا اللّه وقولوا قولاً سَديداً. يُصْلحْ لكُم أعْمالَكم ويَغْفِرْ لكم ذُنوبكم ومَن يُطِع اللّه ورَسولَه فقد فازَ فوزاً عَظيماً" الأحزاب: 70 - 71.

"أما بعدُ؛ فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ اللّه، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمورِ محدثاتها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعة ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار"

وبعد:-

فقد كانت تراودني نفسي القاصرة بين حين وآخر، لجمع درر وجواهر من أقوال السلف -رحمهم الله- والتي تصور غربتهم وشكواهم من حال أهل زمانهم، ذلك لمقارنتها بحالنا وحال أهل زماننا!

ولأهمية مثل هذا الموضوع - ولا سيما في هذا الزمان! - فقد عزمت على جمع مثل تلك الآثار وتقييدها وتوثيقها، وها أنذا أنشرها رجاء ما عند الله تعالى ولِيعُمّ نفعها.

ولقد حرصت على ترتيبها حسب تسلسل سِنِي وفاة قائليها، بدءًا بالقرون المفضلة، فما بعدها من القرون، واكتفيت بالنقل دون التعقيب غالباً، لوضوح دلالة تلك النقول ومعانيها

وكأني أعقب نهاية كل أثر أسوقه بعبارة: (كان هذا في زمانهم -رحمهم الله-، فكيف بهم لو أدركوا زماننا!)

راجياً - من الله العلي القدير- أن تلقى هذه الدرر آذاناً صاغية، وقلوباً واعية، وهمماً عالية، ونفوسًا زاكية.

وأسأل الله العليم الرحيم أن يتقبل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجعله موجبا لرضوانه العظيم، وأن يثيبني وكل من يساهم في نشره أجزل الثواب وأن ينفع به من قرأه، وأن يجعله زادًا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

إنه سميع قريب جواد كريم .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب مخطوط، فيه قرابة ثلاثمائة أثر، أسأل الله أن ييسر طبعه ونشره، ليعم نفعه.

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 08:26 م]ـ

عن أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها -:

قالت: لما كان عام الفتح (سنة 8 هـ) ونزل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذا طوى، قال أبو قحافة لابنة له كانت من أصغر ولده: أي بنية اشرفي بي على أبي قبيس -وقد كف بصره- فأشرفت به عليه فقال أي بنية ماذا ترين؟

قالت أرى سواداً مجتمعاً، وأرى رجلاً يشتد بين ذلك السواد مقبلاً ومدبرًا، فقال: تلك الخيل يا بنية وذلك الرجل الوازع (1)، ثم قال: ماذا ترين؟ فقالت: أرى السواد انتشر، قالت: فقال: فقد والله إذًا دُفِعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي، فخرجت سريعًا حتى إذا هبطت به إلى الأبطح (2)، لقيتها الخيل وفي عنقها طوق لها من ورق فاقتطعه إنسان من عنقها،

فلما دخل رسول الله المسجد خرج أبو بكر حتى جاء بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله قال: «هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه؟» فقال: يمشي هو إليك يا رسول الله أحق من أن تمشي إليه، فأجلسه بين يديه، ثم مسح رسول الله صدره وقال: «اسلم تسلم» فأسلم

ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد بالله والإسلام طوق أختي، فوالله ما أجابه أحد ثم قال الثانية، فما أجابه أحد، فقال: يا أخية احتسبي طوقك فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل. (3)

ـــــــــــــــــــــــ

(1) الوازع: الذي يدبر أمور الجيش، ويرد من شذَّ منهم.

(2) وصف لكل مكان متسع من الوادي، ثم غلب على الأرض المتسعة.

(3) «مسند الإمام أحمد» (44/ 517)، «سنن البيهقي» (9/ 121)، «صحيح ابن حبان» (16/ 187).

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 08:30 م]ـ

قال عمر بن الخطاب - توفي سنة (23 هـ) - رضي الله عنه -:

إنَّ حديثَكم شرُّ الحديث، إنّ كلامكم شرّ الكلامِ، فإنكم قد حدثتم الناس حتى قيل: قال فلان وقال فلان، ويترك كتاب الله، من كان منكم قائماً فليقم بكتاب الله وإلا فليجلس.

عقب ابن حزم - توفي سنة (456هـ) -رحمه الله -:

فهذا قول عمر لأفضل قرن على ظهر الأرض، فكيف لو أدرك ما نحن فيه من ترك القرآن وكلام محمد -صلى الله عليه وسلم- والإقبال على ما قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون. (1)

عقب ابن القيم - توفي سنة (751 هـ) -رحمه الله -:

فهذا قول عمر لأفضل قرن على وجه الأرض، فكيف لو أدرك ما أصبحنا فيه من ترك كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة لقول فلان وفلان فالله المستعان. (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) «الإحكام» (6/ 97)، «ذم الكلام وأهله» (4/ 242).

(2) «إعلام الموقعين» (2/ 194).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير