[وإنما السيل اجتماع النقط]
ـ[احمد حامد العمري]ــــــــ[05 - 12 - 10, 03:31 ص]ـ
[وإنما السيل اجتماع النقط]
قال تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
ذكر الله تعالى في سورة العصر أربع صفات لأهل النجاة المستثنين من الخسارة وهذه الصفات هي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فكم نحن بحاجة إلىتطبيق هذه الصفات في واقع حياتنا.
ومن سنن الله الكونية استمرار الصراع بين الحق والباطل والله يديل هذا مرة وهذا مرة ابتلاءً للمؤمنين ومكرا واستدراجا للكافرين والمنافقين. وأهل الإيمان يجب أن يسيروا على تلك القواعد حتى يقيموا شرع الله وينتصروا للحق.
وفي هذا الزمن الذي تكالب فيه الأعداء على هذا الدين وأهله باللمز والسخرية واتهامه بالتخلف والرجعية والدعوة إلى تركة واستبداله مرة باسم الحضارة والتقدم ومرة باسم التطور والتقنية ومرة باسم العصرنة وهكذا، وإن الناظر لحال هذه الهجمة الشرسة ليكاد يصاب باليأس من انتصار الحق بسبب ضراوة الهجمة وجراءة المعادين لدين الله مع قلة المتصدين لهم، إن ظهور التيار اللبرالي المتبني لهذه الهجمة الشرسة المتسلط بآلته الإعلامية الدافع لدفة هذا الأمر باتجاه الغرب يعتمد في ذلك على تجييش الناس لصالحه والطرح مرة بعد مرة دون كلل ولا ملل زاعما أن هذا ما يطلبه المجتمع بإعتبار أن الساكتين معهم وأن المدافعين المتصدين لمشروعهم هم من القلة الذين ينبغي اسكاتهم، وهكذا أصبح سكوت كثير من المحسوب على المجتمع المحافظ والمتمسك بالشريعة والأخلاق يجير لحساب اللبراليين باعتبار أن سكوتهم دليل على قبولهم ما يطرحه أهل الفكر التغريبي.
فهل من وقفة تأمل لهذه الثغرة التي دخل علينا منها أعداء الشريعة المنادين بعزلها أو بالعصرنة كما يزعمون. فأين الأكاديميون من أساتذة الجامعات؟ وأين الدعاة؟ وأين أساتذة وزارة التربية والتعليم؟ وهم يعدون بمئات الآلاف لا نسمع لهم صوتا ولا نجد لبعضهم مقالا أو مشاركة يدافع بها عن شريعة الله إما ردا أو استنكارا أو بيانا أو ايضاحا أو تعبيرا عن رأيه فهل هم في معزل عن الساحة؟ أم قد آثروا الراحة؟ وتركوا ما أوجب الله عليهم من القيام بنصرة دينه ولو بكلمة فإن سقف حرية الكلمة قد ارتفع وهم يعبرون عن شي معلوم واضح ولا يختلف فيه أهل الإسلام. واحسرتاه على أمة بيدها سلاح العلم وترى العدو يتربص بها ليل نهار ثم هي بسكوتها تمد له يد العون شعرت أو لم تشعر حتىيقضى على ما تبقى من عقيدتها وأخلاقها تنظر إلى الصراع المحتدم وقد مالت الكفة على إخوانهم على قلتهم وهم ينظرون إليهم نظر المغشي عليه من الموت فهل الخوف منعهم؟ أم عدم الشعور بالمسؤولية كبلهم؟ فإن كانت الأولى فإن ما يطالبون به مع إخوانهم حق مشروع شرعا ونظاما وإن كانت الأخرى فقد اخفقوا في تحقيق قاعدة التواصي بالحق والتواصي بالصبر.
إنه لا عذر لمسلم عند الله فرط أو قصر يرى من يدعو إلى تلك الأفكار التغريبية ويطالب بإقصاء دين الله عن الحياة ثم لا يكون له مساهمة في نصرة دين الله ويقف كالمتفرج ينظر مع من تكون الغلبة كأنه لا يهمه نصرة دين الله ولا الوقوف مع إخوانه، فهل نجعل هؤلاء المتطفلين على المجتمع من التغريبيين يديرون دفة المجتمع دون أن يكون لنادور بارز في القيام بالواجب؟، ألا نبادر بالمساهمة في صد هذه الهجمة التغريبية ونحمل أمانة الكلمة ولو بشي يسير فلو قام كل من يحمل مؤهلا شرعيا بالواجب تجاه هذه الهجمة التغريبية لتولد عن ذلك تيار قوي لا يمكن التصدي له وإنما السيل اجتماع النقط إن تعاون أهل الإيمان لصد هذه الهجمة التغريبية واجب شرعي فهل من مبادر بالمشاركة ولو كان شيئا يسيرا فما عند الله خير وأبقى للذين أمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
أحمد العمري
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - 12 - 10, 07:46 ص]ـ
شكرا لك وبارك الله فيك
ورد الله كيد المجرمين في نحورهم