[كيف نثني كلمة شكوى؟ أشكوتان رفعا، وشكوتين نصبا وجرا، أم شكو .... ؟]
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[07 - 12 - 10, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى؛ والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى؛ وبعد: فإنه لا يخفى على أكثر طلاب العلم ما للغة العربية من أهمية ومكانة، ولا يخفى عليهم – أيضا – أنواع هذه اللغة وأقسامها، ولا يخفى عليهم – كذلك - اعتناء علماء العربية بهذه اللغة عناية تدهش القلوب، وتأخذ بالعقول والألباب، ومن شدة عنايتهم بها: أنهم أفردوا بعض الأبواب من هذه العلوم بتآليف مستقلة، ومن هذه الأبواب التي اعتنى بها علماءُ العربية – قديما وحديثا – عناية فائقة، وأفردوها بالتأليف والتصنيف – نظما ونثرا - باب (المقصور والممدود)، حتى جاوزت هذه التآليف والتصانيف العشرات؛ منها المطبوع، وكثير منها ما زال مخطوطا حبيس الأرفف = يئن من الأرضة، والغبار، وأيدي العابثين، وغير ذلك، وإلى الله – وحده – المشتكى.
ولمعرفة شيء من هذه التآليف يُرجع إلى مقدمة الدكتور رمضان عبد التواب – رحمه الله – لكتاب (الممدود والمقصور) لأبي الطيب البغدادي، أو مقدمة عبد الإله نبهان ومحمد خير البقاعي لكتاب (المقصور والممدود) للفراء؛ فقد نقلاَ ما كتبه الدكتور عبد التواب، وزَادَا عليه بعض التآليف التي لم يذكرها.
ولعله – من باب الفائدة – يجدر بي أن أنقل تعريفا لكل من: المقصور، والممدود، والمنقوص؛ فأقول: قال جمال الدين الفاكهي في كتابه (حدود النحو) ص (69) طبعة دار الأمل / تحقيق علي توفيق الحمد:
حد المقصور: كل اسم معرب آخره ألف لازمة.
حد الممدود: كل اسم معرب آخره همزة بعد ألف زائدة.
حد المنقوص: كل اسم معرب آخره ياء لازمة قبلها كسر. انتهى.
قلت (أشرف): وهناك قواعدُ وضوابط كثيرةٌ لهذه الألفات يُرجع إليها في مظانها.
وبعد هذا التعريج اليسير أرجع إلى الغاية من هذه الكتابة، وهي معرفة تثنية كلمة (شكوى) التي يخطئ كثير من الكُتَّابِ في تثنيتها؛ فيكتبونها في حالة الرفع (شكوتان)، وفي حالة النصب والجر (شكوتين)، والصواب أن تكتب في حالة الرفع (شكويان)، وفي حالة النصب والجر (شكويَيْن)؛ لأن القاعدة تقول: إن ألف المقصور إن كانت رابعة فأكثر قلبت ياء.
قال ابنُ مالك – رحمه الله – في ألفيته ص (140) طبعة دار ابن حزم:
آخِرَ مَقصورٍ تُثَنِّي اجْعَلْهُ يَا //// إنْ كَانَ عَنْ ثَلاَثَةٍ مُرْتَقَيا
وقال السيوطي في ألفيته ص (64) طبعة عيسى البابي الحلبي:
آخِرَ مَقصورٍ تُثَنِّي عُديا /// ثلاثةً أو أصلُه الْيَا اقْلبْهُ يا
قال ابن عقيل – رحمه الله – في شرحه لألفية ابن مالك (2/ 407): فإن كانت ألف المقصور رابعة فصاعدا قلبت ياء؛ فتقول في " ملهى ": " ملهيان "، وفي " مستقصى ": " مستقصيان ".
قلت (أشرف): ولمن أراد معرفة المزيد حول مسألة تثنية الاسم المقصور الزائد عن الثلاثة أحرف؛ فليرجع إلى:
1 - (أدب الكاتب) لابن قتيبة – رحمه الله – ص (276) طبعة الدالي / مؤسسة الرسالة.
2 - (الأصول في النحو) لابن السراج / تحقيق الفتلي (2/ 418) طبعة مؤسسة الرسالة.
3 - (المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية) للشاطبي (6/ 431 وما بعدها) طبعة جامعة أم القرى.
4 - (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) لابن هشام – رحمه الله – مع تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد المسمى بـ (هداية السالك) (3/ 246) مصورة دار إحياء التراث العربي.
5 - (الصفوة الصفية في شرح الدرة الألفية) لإبراهيم بن الحسين النيلي / تحقيق محسن العميري (1/ 125) طبعة جامعة أم القرى.
6 - (الشرح الميسر على ألفية ابن مالك) للدكتور علي بن عبد العزيز الحربي ص (321) طبعة دار ابن حزم / الرياض.
7 - (دليل السالك إلى ألفية ابن مالك) لعبد الله الفوزان (3/ 149 - 150) طبعة دار المسلم.
8 - (جامع الدروس العربية) للغلاييني (1/ 103) طبعة المكتبة العصرية.
9 - (مباحث في اللغة العربية) لعبد الستار (!) عبد اللطيف سعيد (3/ 166) طبعة الجامعة المفتوحة / ليبيا، وقد كان السبب في كتابتي لهذا التنبيه.
10 - (دراسات في اللغة والنحو: ظاهرة التثنية في اللغة العربية) للدكتور عدنان محمد سلمان ص (82) طبعة جامعة بغداد / العراق.
والله الموفق
.