عَيبٌ عَلَيكَ يا فَضِيلةَ الشيخِ (2)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 12 - 10, 02:19 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على مولانا محمد بن عبد الله , وآل بيته وصحبه ومن والاه , وبعد:
فهذا الجزءُ الثاني من سلسلةِ (عَيبٌ عَلَيكَ يا فَضِيلةَ الشيخِ) ولن أتناولَ اليومَ تُجَّارَ التسجيلاتَِ وهوامير القنواتِ الذين يخلطونَ الخلطات السِّرِّيَّةَ ويبهرونها بالعجائب والغرائب والمناكرِ.
وقد أقنَعَني بعضُ الإخوةِ في المَوضُوع الأوَّلِ هُنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=205201) بأنَّ العُنوانَ حين ألبِسَهُ صاحبهُ كانَ باديَ الإسبالِ بمعنى أنَّهم استكثروا كلمة (العيبِ) على المعنيِّ بها يومئذٍ , ولكنِّي لا أظُنُّهم يفعلونَ ذلك مع شخصيَّةِ اليومِ لأنَّ العيبَ في حقِّها أقربُ إلى المدحِ منهُ إلى الذَّمِّ.
لأنَّ حَديثي اليومَ إلى ذاكَ الشَّيخِ الذي أتى عليهِ حينٌ من الدهر ولم يكن شيئاً مذكوراً , ثُمَّ انتظمَ في مجالس العلمِ ولازم العلماءَ ونالَ ثقتَهم حتى كتَبوا لهُ التَّزكِياتِ يومَ أحسَنوا الظَّنَّ بهِ وقرَّظوا لهُ كُتُبهُ فوصفوهُ بالشيخِ البحَّاثةِ الحاذق ... الخ.
حديثي إلى ذاكَ الشيخِ الذي نالَ بسببهِ المُعجَبون مئات المُخالفات المرورية بسبب المواقف غير النظاميَّة يوم الجمعة والعيدين.
حديثي إلى ذاك الشيخِ الذي أصلحَ بين الأزواج وجمع بين عشرات الرؤوس بالحلال وشفع في المساجين واحتسبَ على أصحاب الأسواق والمشاغل والملاهي وتواصلَ مع ولاة الأمرِ في سبيل ذلك.
ثمَّ:
دارتِ الأرضُ حولَ نفسها ودارتْ حولَها الشَّمسُ ودارَ الشيخُ المذكورُ حول نفسه وحول الأرضِ وحول الشمس وحول المصالحِ الشخصية والمطامح الدُّنيَويَّةِ ليُفاجئَ نفسَهُ والنَّاس بأنَّ الدَّورانَ والرَّوغَانَ حوَّلهُ إلى نسخةٍ طبقَ الأصلٍ من الذي آتاهُ الله آياتهِ فانسلخَ منها نِسبِياً - وأسأل الله أن يعصمهُ من الانسلاخِ الكُلِّيِّ الذي يتبعُ الشيطانُ صاحبهُ حتى يكتبه اللهُ من الغاوين.
ثُمَّ:
بدأَ الشَّيخُ بنفسِهِ وجَعَلها أوَّلَ معمَلٍ لتجاربِ التغيُّر وإجراء التَّجارب , فأخَذَ الزِّينةَ التي جمَّلهُ اللهُ بها (اللحيَة) وحَزَّها وجَزَّها وجعلها بالنسبةِ لسطحِ خدَّيهِ تمثيلاً دقيقاً للعاقبة التي يتمنَّاها الفجرةُ يومَ القيامة وهي أن (تُسَوَّى بِهِمُ الأرضُ).!
نعم التصقَ جلدُ الشيخِ بمستوى لحيتهِ حتى أصبحَ الذي لا يدقق فيهِ يشتَبهُ عليهِ فضيلةُ الشيخِ بابن أخيه المهندس الذي تقدَّمَ لخطبة ابنتهِ قبل عشر سنين فنكَّل الشيخُ به وبأبيه وأمهِ وفصيلته نظراً لأنَّهُ فاسقٌ حليق اللحية وردَّ هذا الخاطبَ وزجرهُ وجعلهُ عبرةً لمن تُسوِّلُ لهُ نفسه ذلك , وبنتُ فضيلة الشيخ (التي تجاوزتِ الأربعينَ قابعةً في بيت فضيلته , وبدأت جلساتِ علاجٍ لأعراضِ سن اليأس) لا يمكنُ أن يرضاها وِطاءً لرجلٍ يعتقدهُ فاسقاً , ولكنَّ دورانَ الشمس والشيخِ والأرضِ جعلَ الشيخَ صاحبَ الفضيلة نسخةً قديمةً لابن أخيه المهندس الذي هداه الله وحفظ القرآنَ وأطلق لحيتهُ , وكأنَّ الله تعالى يومَ تولَّى الشيخُ عن التزام السنةِ أبدلَ السُّنَّةَ خيراً منه.
ثُمَّ:
بدأَ الشَّيخُ بنفسِهِ وجَعَلها أوَّلَ معمَلٍ لتجاربِ التغيُّر وإجراء التَّجارب , فأرسَلَ ثوبهُ حتى صارَ حرَّاثَةً خلفَهُ , وهو معتصمٌ في إسبالهٍ ببعضِ الإيراداتِ والشُّبَه التي هي أوهى من بيت العنكبوتِ , ولكنَّ المنكرينَ حين حين يهديهم الشيخُ مؤلفاته ومطوياته بتقديم ابن باز وابن عثيمين والألباني وابن جبرين رضي الله عنهم , ويرونَ التزكيات العلمية المكتوبة عام (1409 هـ) يهابون مناقشَتهُ ويستسمنونَ هذا الورمَ السرطانيَّ النَّابتَ في جسَدِ الدَّعوةِ والتعليم.
¥