والعجيبُ أنَّ فضيلتَهُ بدأ يعالجُ آثارَ البَردِ والوضوءِ والتشققات الغائرة في ساقيهِ (بسبب مبالغتهِ في تقصير ثوبهِ إلى أسفلَ من صابونةِ الركبة بأصبعين أيامَ الحماسَةِ النَّاريَّةِ) لدى مركز علاج البشرة الذي يتكونُ من خمس أخصائيات تجميلٍ كلهنَّ تضعُ على وجهها كيلو ونصف من المساحيقَ ويخلو بهنَّ ويتركُ لهنَّ وللممرضاتِ حُرِّيَّةَ التدليكِ والعلاج الطبيعي ووضع المراهم بجانب تجاذب أطراف الحديثِ حولَ عمَلِ المرأةِ وحُرِّيتِها وإتقانها للتدليكِ والضماد وإزالة الشعر بالليزر أكثر من الرجال , مع أنَّ فضيلته سابقاً كادَ يتسبَّبُ في وفاةِ امرأة أحدِ العمال – المُغتَرِّينَ به عام 1408هـ - يوم سألهُ عن حُكم الذهاب بها إلى طبيب ذَكَرٍ لإجراء عملية الزايدة فأفتاهُ بأنَّ البلد فيه طبيباتٌ وهذا لا يجوزُ وعليه أن يبحثَ عن طبيبةٍ تتولى العمَليَّةَ حتى وإت تضاعفت الآلامُ على الزوجةِ , فاستمع لهُ المسكينُ حتى انفجرت زائدتها وشارفت على الهَلاكِ , ولكن تداركتها عناية الله وعولجت في الطوارئ بعمليَّةٍ عاجلةٍ.
ثُمَّ:
استَملحَ الشيخُ تفحُّصَ الكاسياتِ العارياتِ من المذيعاتِ العارياتِ في شتَّى الفضائيَّاتِ متذرِّعاً بأنَّ الصورةَ ليست حقيقةَ المنظور إليها بقدر ما هي تقريبٌ لهُ , مع أنَّهُ هداه اللهُ كسَرَ خواطرَ كثيرٍ من محبيهِ وقطع أرحاماً لبعضِ ذويهِ يوم كان يتخلَّفُ عن دعواتهم ومواساتهم وأفراحهم محتجاً بأنَّ بيوتهم تحتوي أجهزةَ التلفاز وهو لا يدخُلُ بيتاً فيهِ كلبٌ أو صورة.!!
والعَجيبُ الغريبُ أنَّهُ أصبحَ يترصَّدُ لبعضِ المتديِّنينَ ويستفزُّهم بانتقادِ الورعِ عن مشاهدةِ الكاسياتِ المذيعاتِ العارياتِ , ويقول إن الامتناعَ عن مشاهدتهنَّ دليلٌ على فسادِ القصد وسوء النِّيَّةِ , لأنَّ تقديمَ نشرةِ الأخبار لا ينبغي أن يرتبطَ في ذهن المشاهدِ بالإثارة الغريزيَّةِ , قالوا: {حتى وإن تحجَّمَ لنا ثدياها , وانكشفت ساقاها , وتلألأ عاتقها وقُرطاها} {قَالَ عَليْهِ رَحْمَةُ اللهِ وَإِنْ .. }.
ثُمَّ:
رضِيَ الشَّيخُ لنفسِهِ أن يكونَ من أبطالِ (الإكشن) وأصبحَ يبحثُ في موسوعاتِ العلمِ عن الشُّذوذِ الميِّت لينفخَ فيهِ الرُّوحَ ويتبنَّاهُ , أو يبحثَ في خَشاشِ الفكرِ عن سقَطِ المتاعِ فيكتنفهُ ويتغشَّاهُ , ولذا نجدهُ ينادي بجوازِ النكاحِ من غير علمِ الوليِّ فضلاً عن إذنهِ , ويطالبُ بضرورةِ أنديةِ الكراتيه للنساء , ويبحُّ صوتهُ وهو يطالبُ بضرورةِ تجنيدِ الفتياتِ وتعليمهنَّ الرماية بالمدفعيات الثقيلةِ , ويستنكرُ فصلَ العوائل عن الأفراد في المطاعم والمساجدِ , ويرى أهمِّيةَ عقد مسابقاتِ الغوصِ والسباحة للجنسينِ لنثبتَ حسنَ نوايانا ... الخ.
ثُمَّ:
ضَرَبَ الشيخُ لجيرانهِ أروَعَ الأمثلةِ في اتخاذِ المسجدِ عند صلاةِ الفجرِ مهجوراً , حيثُ لا يكادُ يحضرُ جماعتهم إلا يومَ الخميسِ لعودتهِ من الاستراحةِ أو أيامَ رمضانَ لأنَّ جُشاءَ سحورهِ لا يمكنهُ معهُ النَّومُ حتى تطلع الشمسُ , فلما جاءهُ إمامُ المسجدِ المسكينُ لينصحهُ ويؤدي الواجب تجاههُ , فجَّرَ عليهِ فضيلةُ الشيخِ قنبلةً فتيلُها استدلالهُ بحديث صفوان بن المعطل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حين شكتهُ زوجُهُ إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنَّهُ لا يصلي حتى تطلع الشمسُ فقال صفوان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - {وأما قولها: بأني لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس , فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {فإذا استيقظت فصل}.
ولكنَّ إمامَ المسجدِ لم يُواجه فضيلتَهُ بشيءٍ لعلمه أنَّ الجدالَ معهُ حول خطإ استدلالهِ من ثمانيةِ أوجه قد يضرهُ في دراستهِ الجامعيَّةِ , لأنَّ من المعروفِ عن فضيلتهِ ترصُّدهُ لمناوئيهِ في ساعاتِ الحرمانِ وتعقيدُ معاملاتهم الإداريَّةِ التي تهوي بين يديهِ , فآثرَ درءَ هذه المفسَدةِ عن نفسهِ على جلبِ مصلحةٍ للشيخِ.!
¥