- يبدو أنَّ فضيلةَ الدُّكتُور يظنُّ كلَّ من يقرأ لهُ دكاترةً ولذلك جاءنا بتشبيهٍ مجمَلٍ لا ذكر فيه لوجه الشبهِ , أو أنَّهُ على شاكلةِ كثيرٍ من الدكاترةِ لا يعي مدلول أداة التشبيه (كَأَنَّ) وهذا ليسَ غَريباً في عصرٍ تُستَكتَبُ فيه الرسائلُ ويتفوَّقُ فيه المُجَامَلُ وتُمنحُ فيه الدرجاتُ لمن درَسَ باباً واحداً في أي علمٍ من العلوم , وليس هذا موضعَ التعقيبِ بقدر ما هو التأكيدُ على أنَّ وجهَ الشَّبَهِ بيني وبين الآمنِ مكرَ اللهِ لا يعلمهُ إلا اللهُ كما أعتقدُ , أو أنتَ كما تزعمُ فليتك نبَّهت عليه لئلاَّ يُظَنَّ بك التخرُّص وادعاءُ علمِ الغيبِ , فجزاك الله خيراً ورفعَ قدركَ.
- فعلُ السلف الذي تُشيرُ إليهِ أعني قولكَ (وهو لا يأمن مكر الله ويخشى أن ينقلب مثله) هل كان السلفُ ينزلونَ هذه الجُملةَ منزلةَ النِّكاحِ فلا بدَّ فيها من إشهادٍ وإعلانٍ , أمِ الأتقى لصاحبها أن يكتفي باطلاع من يعلمُ ما تُخفي الصدور على هذا الخوف وهذا الشعور , ويمتثل قول ربه تعالى {ادعوا ربكم تضرعاً وخُفيَةً}.؟
- قال ابنُ المبارك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - {ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت أن كان همساً بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول {ادعوا ربكم تضرعاً وخُفيَةً}
- الرجلُ الذي تُشفِقُ عليه لم يتخلَّ عن مظاهر إيمانيةٍ فحسبُ.! وهذا أيضاً من مشاكل بعضِ دكاترتنا الذين يختزلونَ بعضَ الكبائر ويهوِّنُونَها بمثل هذه الجُمَل الفضفاضةِ وينخدعُ بألفاظهم بعضُ العامَّةَ فينوبون صاحبنا (أعني الذي كتبنا عنهُ الموضوع) في القيام ببعضِ مهامِّهِ وهم لا يشعرونَ, وإلا:
فالقولُ على الله بغيرِ علمٍ كبيرةٌ وأنت تزعُمها مظهراً إيمانياً فقط.
والسخريةُ بالتكاليف الشرعيةِ كبيرةٌ وأنت تزعمها مظهراً إيمانيا.
وترويعُ المرضى والنساء والولدان لأجل سنةٍ مختَلفٍ في جوازها في غير رمضانَ منكرٌ وأذيةٌ للمؤمنينَ ودليلٌ على ضيق الأفق.
وقطيعةُ الرحمِ وتركُ إجابة الدعوةِ والنومُ عن الصلاةِ كل هذه جرائرُ ومناكرُ يختزلها فضيلة الدكتور في جملة (مظاهر إيمانيةٍ) فعجبي لك يا دكتور.!
وارتماءُ الرجل بين يدي المُدلِّكاتِ وتجاذبهنَّ معهُ أطراف الحديثِ منكرٌ عظيمٌ
فكيفَ تزعمُ يا فضيلة الدكتور كلَّ هذه الكبائر الموبقات مجرد مظاهر إيمانيةٍ , أرجو ألا تعيد هذا بين طلابك فتهلكهم.!
- أمَّا إنكارُكَ نبرةَ السخريةِ فجُزيتَ عليهِ خيراً , وهو إنكارٌ في محلهِ جملةً , وإن كانَ في الوحي وآثار أهل الثلاثة القُرونِ ما يُبيحُ ذلكَ في مواضعَ قد تخفاكَ , لكنَّ العجَبَ من أن يقرنَ فضيلةُ الدكتور بينه الإنكار للسخرية وبين أمرٍ أقلُّ أحوالِ صاحبهِ الكفرُ أعني ظنَّ امرئٍ بنفسه أنَّهُ أكثرُ إيماناً من عُمر الملهَمِ المبشَّر بالجنةِ في غير موضعٍ , فانظر يا صاحب الفضيلة وتأمَّل.!
- ليتكَ يا فضيلة الدكتور لم تُرهق بصرَكَ في البحثِ عن قولي (نسأل الله السلامة والعافية) وليتك إذ لم تقف عليهِ تمثَّلتَهُ أنتَ ليقتدي بكَ طلابكَ ومُريدوكَ ومن يصغُركَ ممن لم تتحقَّق لهُ الدَّالُ بعدُ , أمَّ لا يرى فضيلتكم هذا التخلي عن بعضِ المظاهر الإيمانية -زعمتم - أمراً يحتاجُ سؤال الله السلامةَ والعافيةَ.؟
وحتى لا يظن بي مريدوكَ ما تَّهمتني به فإني أشهدُ اللهَ واشهدُوا أني أسألهُ السلامةَ والعافيةَ وحفظَ الإيمانِ والتوحيدِ حتى لقائهِ , لأنِّي أشهدُ ألاَّ حول لي ولا قوة إلا بهٍ , ولولا فضلهُ ورحمتهُ لكنتُ أبأسَ من السامريِّ والعوراء حمالة الحطب , وأهديكَ هذا الموضوعَ القديم هُنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136558)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[08 - 12 - 10, 06:15 م]ـ
كأنك معصوم يا أبا زيد، كان من فقه سلفنا إذا أراد أحدهم أن يتكلم عن ذنوب أحد من بني آدم تكلم وهو لا يأمن مكر الله ويخشى أن ينقلب مثله، يا أبا زيد الأعمال بالخواتيم وطالما أن الرجل تخلى عن مظاهر إيمانية محددة فهذا أدعى لأن يهجره الناس ولا يسأله عن أمر دينه إلا مفتون وأنا أنكر عليك صراحة نبرة السخرية في الكلام عنه كأنك أمنت مكر الله، أو أكثر إيمانا من عمر الذي كان يظن نفسه من المنافقين، وقد بحثت عن قولك نسأل الله السلامة والعافية فلم أجده فظني بك أنك قلته بلسانك لكن القارىء يحتاجه حتى لا يدخله العجب فيهلك.
بارك الله لك في إيمانك والتزامك وتقواك ورزقنا من فضله
اطراد مثل هذا الايراد معناه ايقاف النصح والارشاد:
اولا: لا غيبه لمجهول باتفاق.
ثانيا: سريره الواعظ بل كل واعظ الى الله.
ثالثا: القصد هو تحذير الناس من هذه الاخلاق.
رابعا: اثمه نصح وتحذير دون ذكر لمحظور؟!
فتامل يا دكتور.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[08 - 12 - 10, 07:45 م]ـ
وما ضرنا في هذا الزمان إلا هذه الأحرفُ التي تسبق أسماء هؤلاء, حتى ظن كثير من الناس أن العلم محصور فيمن تسبق اسمَه هذه الأحرفُ, فلا يعترف إلا به ولا يؤخذ إلا عنه, حتى ولو كان أجهلَ من حمار أهله, فرحماك رحماك رباه!
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبَنا على دينك.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
¥