5 - أَنْ يَجْعَلَ كَلَامَهُ عَامًّا أَوْ مُطْلَقًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ فِي اللَّفْظِ إطْلَاقٌ أَوْ عُمُومٌ فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهِ بَعْضُ الْعُذْرِ وَقَدْ لَا يَكُونُ كَإِطْلَاقِهِ تَكْفِيرَ الْجَهْمِيَّة الْخِلْقِيَّةِ مَعَ أَنَّهُ مَشْرُوطٌ بِشُرُوطِ انْتَفَتْ فِيمَنْ تَرَحَّمَ عَلَيْهِ مِنْ الَّذِينَ امْتَحَنُوهُ وَهُمْ رُءُوسُ الْجَهْمِيَّة
6 - أَنْ يَكُونَ عَنْهُ فِي الْمَسْأَلَةِ اخْتِلَافٌ فَيَتَمَسَّكُونَ بِالْقَوْلِ الْمَرْجُوحِ
7 - أَنْ لَا يَكُونَ قَدْ قَالَ أَوْ نُقِلَ عَنْهُ مَا يُزِيلُ شُبْهَتَهُمْ مَعَ كَوْنِ لَفْظِهِ مُحْتَمِلًا لَهَا.
8 - أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ مُشْتَمِلًا عَلَى خَطَأٍ .. »
ثم قال: " فَالْوُجُوهُ السِّتَّةُ تُبَيِّنُ مِنْ مَذْهَبِهِ نَفْسِهِ أَنَّهُمْ خَالَفُوهُ وَهُوَ الْحَقُّ. وَالسَّابِعُ خَالَفُوا الْحَقَّ وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ مَذْهَبَهُ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا وَالثَّامِنُ خَالَفُوا الْحَقَّ وَإِنْ وَافَقُوا مَذْهَبَهُ. فَالْقِسْمَةُ ثُلَاثِيَّةٌ؛ لِأَنَّهُمْ إذَا خَالَفُوا الْحَقَّ فَإِمَّا أَنْ يَكُونُوا قَدْ خَالَفُوهُ أَيْضًا أَوْ وَافَقُوهُ أَوْ لَمْ يُوَافِقُوهُ وَلَمْ يُخَالِفُوهُ لِانْتِفَاءِ قَوْلِهِ فِي ذَلِكَ وَكَذَلِكَ إذَا وَافَقُوا الْحَقَّ فَإِمَّا أَنْ يُوَافِقُوهُ هُوَ أَوْ يُخَالِفُوهُ؛ أَوْ يَنْتَفِيَ الْأَمْرَانِ .. » اهـ. من مجموع الفتاوى 20/ 185 - 186
وحتى أزيل الستار أكثر، وأوضح المراد والمقصد ..
أقول: إن من المسائل التي وقع فيها الغلط والخلط بل واللغط ماجاء عن إمام أهل السنة أبي عبدالله أحمد بن حنبل - رحمه الله - من مواقف ظاهرها التغليظ والتشديد، والهجر والتقريع لبعض أئمة أهل السنة في زمانه، كأبي زكريا يحي بن معين، وعلي ابن المديني، وغيرهما ..
فأخذ أناسُُ! هذه المواقف مجردة دون النظر إلى المقصد والمراد، فأخطاؤا خطأً واضحاً،وغلطوا غلطاً فادحاً، جرهم إلى فتن وعواصف، وتقويلٍ لمن لم يقله، ممن نقلت عنه، وتحميلٍ لما لم يرده ويقصده.
حتى عدها بعضهم من المسلمات، ونافح عنها بشديد المقال والعبارات، زاعماً ومدعياً "أن السلف كان يسقط بعضهم بعضاً بالزلة الواحدة ........ "!!
فواغوثاه بالله!.
والأسباب التي أوصلت هؤلاء إلى هذا الفهم السقيم، والشر الوخيم هو ما تقدم نقله عن شيخ الإسلام ـ
والسبب في نظري يزداد ويتأكد بأمرين هما أصل هذا البلاء- ذكرهما شيخا الإسلام ابن تيمية وابن
القيم رحمهما الله ..
قال ابن تيمية: «ومنشأ الباطل من سوء القصد ــ وسوء الفهم» كما في كتابه "درء التعارض" 3/ 374
وقال ابن القيم - رحمه الله-: «سوء الفهم وفساد القصد وقد يجتمعان وقد ينفردان؛ وإذا اجتمعا تولد من بينهما جهل بالحق ومعاداة لأهله واستحلال ماحرم الله منهم.
وإذا تأملت أصول المذاهب الفاسدة رأيت أربابها قد اشتقوها من بين هذين الأصلين، وحملهم عليها منافسة في رياسة أو مال أو توصل إلى عرض من أعراض الدنيا تخطبه الآمال، وتتبعه الهمم، وتشرئب إليه النفوس، فيتفق للعبد شبهة وشهوة وهما أصل كل فساد ومنشأ كل تأويل باطل.» اهـ من "الصواعق المرسلة"2/ 510
ولو أتعب هؤلاء أنفسهم قليلاً، فطالعوا كتاب ربنا سبحانه، وسيرة نبينا - صلى الله عليه وسلم- في
معاملاته ومخالطاته، لزال الإشكال وبان، ولاتضح المقصود واستبان.
والعجب كل العجب أن يقع في هذا الفهم المغلوط، والحال المنكوس، ممن تخصص! في "السنة
النبوية" وتحصل على أعلى الشهادات الجامعية!، فصار حالهم كحال بعض الجماعات الفكرية
المعاصرة التي تخصصت!! في "السياسة الشرعية" ثم ورطت شباب الأمة في فتن رديّة، ومحن رزية؛
فمن عين الباب الذي يزعمون التخصص فيه دخل عليهم الخلل! ـ وعظم عندهم الخطأ والخطل!
ولربما جهل الفتى سبل الهدى ... والشمس بازغة لها أنوار
ومن المتقرر في شرعنا أن التغليظ والتشديد في حق بعض الأقارب والأفاضل والأكابر، هو المنهج القرآني، وهو هدي النبي العدناني- صلى الله عليه وسلم- وهو ما سار عليه أئمة الإسلام، وطبقوه في الحال والمأل.
وها أنا ذا أسوق بعضاً من ذلك، وأوضح بنقلي لكلام أهل العلم شيئا من هنالك.
¥