"فقول شعبة هذا، وما جاء بعده من أقوال أئمة الحديث، إنّما قالوها في حالة الغضب الشديد، بسبب إساءة الطلبة إساءة بالغة، وهي حالات نادرة تعرض لهم ولكل إنسان إلاّ الإنبياء عليهم الصلاة والسلام ... } "2"
هم بشرُُكالبشر
!
10 - أنّ السلف بشر كالبشر فقد تصدر منهم الهفوات التي لا تنفك عن سائر البشر.
فمن ذلك ما ذكره الفسوي، عن يحيى بن معين أنّه قال.:"من فضل عبد الرحمن – يعني ابن مهدي – على وكيع فعليه اللعنة "!
قال الذهبي معلقاً .. ": كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم!! , ومن حاسب نفسه، لم يقل مثل هذا!!،وكيع خير فاضل حافظ} (سير أعلام النبلاء 9/ 153)
وقال الإمام الذهبي في ترجمة "إسماعيل بن ابراهيم بن مقسم" المشهور "بابن علية" .. {وكان فقيها، إماما، مفتيا، من أئمة الحديث، وكان يقول: من قال: ابن علية، فقد اغتابني.!!
قلت: هذا سوء خلق رحمه الله!، شئ قد غلب عليه، فما الحيلة؟ قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم غير واحد من الصحابة بأسمائهم مضافا إلى الامّ، كالزبير ابن صفية، وعمّار ابن سمية.} (سير أعلام النبلاء 9/ 107)
فعل وقول أحاد السلف ليس حجة على كل السلف
11 - قال العلاّمة الألباني رحمه الله .. :" الأثار السلفية اٍذا لم تكن متضافرة متواترة، لا ينبغي أن يؤخذ عن فرد من أفرادها، لاينبغي أن يؤخذ من ذلك منهج ... ) كما في شريط"الفرق بين البدعة والكفر".
قد يعاقب الصالح التقي ويترك الفاجر البغي
12 - لا يلزم من الهجر عند المصلحة الراجحة الحكم على المهجور بالبدعة أو الفسوق، قال شيخ الإسلام رحمه الله .. {((ومن هذا الباب هجر الاٍمام أحمد الذين أجابوا في المحنة قبل القيد، ولمن تاب بعد الاٍجابة، ولمن فعل بدعة ما،مع أن فيهم أئمة في الحديث والفقه والتصوف والعبادة، فاٍن هجره لهم والمسلمين معه لايمنع معرفة فضلهم كما أن الثلاثة الذين خلفوا لما امر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم، لم يمنع ذلك ماكان لهم من السوابق، حتى قيل أن اٍثنيين منهما شهدا بدراً- وقد قال الله لأهل بدر (اٍعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم) وأحدهم كعب بن مالك شاعر النبي صلى الله عليه وسلم وأحد أهل العقبة، فهذا أصل عظيم أن عقوبة الدتيا المشروعة من الهجران اٍلى القتل لايمنع أن يكون المعاقب عدلاً أو رجلا صالحأ .. )) الفتاوى 10/ 375
ختاماً
وأخيراً .. : أقول متمثلاً قول ابن الوزير اليماني:
ومهما رأيتم في "مقالي" قصوره ... فستراً وغفراً فالقصور معيب
ولكنّ عذري واضح وهو أنّني ... من الخلق أُخطي تارة وأصيبٌ
وقد ينثني الصمصام وهو مجردُ ... وينكسر المرّان وهو صليب
ولكنّني أرجوه إن حلّ داركم ... حلا منه وردُ بالأجاج مشوب
يكون أجاجاً دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقّى طيبكم فيطيب
""3"
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـــــــــــــــــ
"1" اعلام الوقعين 1/ 6
"2" من تعليق الدكتور محمود الطحان محقق كتاب"الجامع" للخطيب.
"3" خاتمة"الروض الباسم 2/ 595"