تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لباس المرأة .. دعوة للتصحيح والمراجعة]

ـ[عبد الواحد المغربي]ــــــــ[09 - 12 - 10, 08:42 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين.

اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

[لباس المرأة .. دعوة للتصحيح والمراجعة]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد.

فهذه مقدمة لابد منها قبل البدء بالموضوع:

أولاً: أعلم أن ما سأطرحه في هذه المحاضرة عن لباس المرأة قد يكون ثقيلاً على شريحة كبرى من النساء اللواتي نشأن على شيء من التساهل في اللباس والحجاب؛ ولذلك فإني آمل من الجميع أن تتهيء نفوسهم لقبول الحق بدليله، وآمل أيضاً أن تتهيء النفوس لتطبيق الحق والعمل به، وإن كان مخالفاً لما اعتادته المرأة ونشأت عليه. و ربما كان سماع جزء من المحاضرة مخل بفهم الموضوع، فأدعوا كل من بدأ بسماعها أن يكمل سماعها حرصاً على سلامة الفهم.

ثانياً: انتشر في السنوات الأخيرة في أوساط النساء مظاهر خلل كبير في اللباس، وبدأت الأسواق تلفظ ألواناً من الألبسة السيئة، والعباءات المتبرجة. وكل ملاحظ لواقع النساء يرى سرعة التغير، ثم تزايدت هذه المخالفات الشرعية، وألفها كثير من النساء بسبب الجهل، أو كثرة المساس، وكثرة المساس تميت الإحساس كما يقال. و أصبح نقص الوعي في أحكام لباس المرأة سمة عامة بين النساء حتى بين كثير من الصالحات.

فأردت بهذه المحاضرة: إبراء الذمة، والإعذار إلى الله، و محاولة الإصلاح مما حل بواقع النساء.

ثالثاً: أن هذا الموضوع وإن كان خاصاً بالنساء، إلا أن فهم الرجال له لايقل أهمية، فقد تبين لي أن من أهم أسباب الانحراف في اللباس بين النساء هو الرجل؛ إما لجهله أو إهماله.

رابعاً: أن الله تعالى جبل المرأة على حب الزينة، والعناية بالمظهر؛ ولذلك أباح الشرع لها الذهب والحرير وغيرهما دون الرجال إشباعاً لهذه السمة التي فطرها الله عليها.

إلا أن شدة العاطفة، والرغبة في التقليد قد تزيد المرأة عن حد المباح فتقع في المحرم استجابة لهوى النفس، وداعي الشيطان. فكان هذا الموضوع تذكيراً وتحذيراً.

خامساً: أن الأصل في الألبسة هو الحل والإباحة إلا ما دل الدليل على تحريمه. والدليل على هذا الأصل قوله تعالى: " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ". وقوله تعالى: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ".

وما سأذكره في هذه المحاضرة هو ما دل الدليل على منعه والحذر منه، أما ما عداه فباق على أصل الحل و الإباحة.

ولباس المرأة ينقسم إلى قسمين:

لباس المرأة أمام النساء والمحارم.

ولباسها أمام الرجال الأجانب.

أما محاذير لباسها أمام النساء والمحارم، فسأتناول ثلاثة أنواع من الألبسة:

النوع الأول: الألبسة غير الساترة، والتي يلبسها كثير من النساء اليوم في الأعراس، ومجامع النساء.

فهي غير ساترة؛ لأنها لاصقة، أو شفافة، أو قصيرة، أو تكشف العضد أو المنكب.

والصواب أن هذه الألبسة لا يجوز لبسها لخمسة أسباب:

الأول: أن القول بأن عورة المرأة أمام المرأة ما بين السرة والركبة، لم يثبت بدليل صحيح، والأرجح أن المرأة لا تكشف إلا ما جرت العادة السوية بكشفه بين النساء، كالرأس، والعنق، والذراعين، والقدمين.

ولو سلمنا جدلاً بأن عورة المرأة أمام المرأة من السرة إلى الركبة فإن هذه الألبسة لاتستر مابين السرة والركبة حقيقةً لكونها لاصقة، أو شفافة، أو مفتحة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير