تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و لما علم بعض النساء بالحكم الشرعي لبسن القفاز و الشراب، ووجدن في البداية ثقلاً، ولكنْ لم يمض إلا أسابيعَ قليلة فأصبح سهلاً ميسراً، بل أصبحَ مثلَ العباءةِ وغطاءِ والوجه لايستطعنْ تركه.

المثال الثاني من التساهل في كشف العورة: تأخير ستر الفتاة الصغيرة بعد بلوغها.

من المعلوم أن الفتاة تصل إلى سن التكليف قبل الرجل غالباً، وربما ظهرت علامة البلوغ وهي في الرابعة أو الخامسة الابتدائي، ويرى والدها أو والدتها أنها لا تزال طفلة؛ ولذلك لا تلبسُها الحجاب، أو تلبسُها إياه ناقصاً.

والواجب أن تلبسه كأي امرأة مكلفة كبيرة. فليتنبه الآباء و الأمهات لذلك. ومن الواجب على الأبوين أن يربيا بناتهم على الحجاب في سن مبكرة قبل البلوغ؛ حتى تألف الفتاة الصغيرة لُبسه.

المثال الثالث: التساهل في كشف العورة أمام الطبيب.

ولا يجوز كشف المرأة لشيء من العورة أمام الطبيب إلا بثلاثة شروط:

الشرط الأول: أن لا يوجد طبيبة.

وأكثر التخصصات اليوم يوجد فيها نساء، كأمراض النساء والولادة، والأسنان، والعيون، والجلدية؛ فإذا لم توجد في هذا المركز أو المستشفى وجدت في الآخر.

وإذا كان حال كثير من الرجال في البيع والشراء وأمور الدنيا يتحرى ويسأل ويتصل، فزوجته، وأخته، وبنته هي أولى بالرعاية والاهتمام، فعليه أن يبذل شيئاً من الجهد بالاتصال و السؤال عن الطبيبة المناسبة.

الشرط الثاني: أن يكون معها محرم.

فإذا لم يوجد بعد البحث والتحري إلا رجل، فلابد من وجود المحرم، فإن وجوده أحفظ للمرأة، وأبعد عن الفتنة. وكشف الرجل على عورة المرأة مظنة الفتنة، ومن أهم وسائل دفعها وجود المحرم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يخلون رجل بامرأة، إلا ومعها ذو محرم " أخرجه مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه.

الشرط الثالث: أن يكون الكشف بقدر الحاجة.

فإذا كان المرض في القدم لم تكشف إلا القدم، وإذا كان المرض في الأذن فإنه لا يجوز لها أن تكشف الوجه.

ومع الأسف الشديد أن كثيراً من النساء يكشفن الوجه على الطبيب بسبب أو بدون سبب. وهذا الخطأ أوضح من أن يبين.

ومن غفلة بعض الرجال: أن يذهب بزوجته إلى الطبيب وينتظر الزوج في الخارج.

وأشد من ذلك غفلة: أن يذهب الرجل بزوجته إلى الطبيب الرجل في أمراض النساء والولادة، فيكشف عن العورة المغلظة. نسأل الله السلامة والعافية.

ومن الأخطاء الفاحشة مجيء الطبيب الرجل لمباشرة الولادة، أو الإشراف عليها. فكيف نبيح لأنفسنا أن يكشف الرجل الأجنبي عن عورة المرأة، وفي لحظات ضعفها، وقد نشأت هذه المؤمنة على الحشمة والستر.

الجانب الثاني من الزينة المحذورة أمام الرجال الأجانب: الزينة الخفية.

قال الله تعالى: " ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " (النور31).

كانت المرأة في الجاهلية تلبس الخلخال، وفوقه ثوب طويل، فإذا مرت بالرجال ضربت برجلها الأرض أثناء مشيها. حتى يخرج صوت الخلخال، فيسمعه الرجال، فيعلموا أنها متزينة بلبسه. فكشف الله تعالى خبايا نفسها، ونهاها عن ذلك.

فأيهما أعظم زينة أيها الأخوات هذه التي ضربت برجلها، أم تلك المرأة التي أظهرت البنطال من أسفل العباءة.

و أيهما أعظم زينة هذه التي ضربت برجلها، أم تلك التي تفتح العباءة أثناء نزولها من السيارة، أو صعودِها إليها، أو دخولها المحل، أو خروجها منه.

و أيهما أعظم زينةً أيضاً هذه التي ضربت برجلها، أم تلك التي وضعت حقيبتها على كتفها في الأسواق. أو التي لبست حذاءً ذا كعب عالي وصوت مسموع.

ولاشك بأن هذه الصور أعظم زينة، فهي أولى بالمنع والتحريم.

الخاتمةٌ وهي تحمل جملة من الرسائل تُكْمِلُ الموضوع وتُسْهِم في علاجه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير