وقد قسم العلماء السيئة إلى قسمين: سيئة العمل، وسيئة الجزاء، فسيئة العمل هي التي يفعلها في المرة الأولى، وسيئة الجزاء هي التي يفعلها مرة ثانية، وثالثة، ورابعة، وربما ارتكب معاص أخرى عقوبةً من الله لأنه لم يتب من المعصية. وقد ألف ابن القيم رحمه الله كتاباً في شؤم المعصية أنصح الجميع بقراءته أسماه (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) وقد نقل فيه عن السلف أنه يجد أثر المعصية في خلق دابته، و خلق زوجته. وذكر أحوالاً كثيرةً و مؤثرة عن سوء الخاتمة بسبب الذنوب. نسأل الله حسن الخاتمة.
فالمشاكل التي تحصل في البيوت و بين الزوجين، لايلزم أن يكون تفسيرها مادياً، بل ربما كانت بسبب المعصية، وقد تجد المرأة من زوجها نفرة أو عدم ارتياح، ويكون السبب في ذلك هو المعصية.
وتذكري أيها الأخت الفاضلة سرعة استجابة الصاحبيات لدعوة الحجاب فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَتْ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الْأَكْسِيَةِ " أخرجه أبوداود بسند حسن.
وتذكري أيضاً ما كان يذكر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ويأمر بالإكثار منه، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا من ذكر هادم اللذات ". حديث صحيح. ولاحظوا قوله عليه الصلاة والسلام (أكثروا) فنحن مأمورون ليس بذكر الموت فحسب، بل بالإكثار من ذكره، حتى تتعض القلوب و تصحوَ من غفلتها، فهل يسرك أن تموتي وأنت متبرجة، أو خالعة للحجاب، أو متساهلة فيه؟. إن أردت الجنة فبادري بالتوبة إلى الله.
وأخيراً فهذه المحاضرة دعوة للتصحيح والمراجعة في لباس المرأة، فأسأل الله الكريم أن يصلح أحوال نساء المؤمنين، اللهم ارزقهن الستر و العفاف والحياء و الحشمة، اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا. اللهم قنا عذاب القبر وعذاب النار، وأدخلنا جنة الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عقاب. والحمد لله وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا نص محاضرة لباس المرأة التي سجلت عام 1421هـ
د. يوسف بن عبدالله الأحمد.
جامعة الإمام / كلية الشريعة / قسم الفقه
ص. ب 156616 الرياض 11778
ناسوخ 4307275/ 01
055920634
د. يوسف بن عبدالله الأحمد
أستاذ الفقه المساعد بكلية الشريعة بالرياض / جامعة الإمام
صيد الفوائد
تحميل البحث على هذا الرابط:
http://saaid.net/Doat/yusuf/21.doc
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[09 - 12 - 10, 11:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً على هذا النقل الطيب
للرفع
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 12 - 10, 01:50 ص]ـ
أحسن الله إليكم ..
//