[دوري ومتجدد: فاكهة العقلاء, من سير أعلام النبلاء]
ـ[علي اسامة]ــــــــ[10 - 12 - 10, 04:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمر بمجالسة الأخيار, والصلاةوالسلام على الرسول المختار, وعلى صحبه وآله والأصهار, وعلى من تبع هديهم وعلىطريقتهم سار, أما بعد:
فلقد قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)
وسأل أبو شريح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللهأخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال: طيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام.رواه ابن حبان.
وروى ابن المبارك في كتاب الجهاد بإسناده عن عمر بنالخطاب رضي الله عنه أنه قال: لولا ثلاث، لولا أن أسير في سبيل الله عز وجل أويغبر جبيني في السجود، أو أقاعد قوما ينتقون طيب الكلام كما يُنتقى طيب الثمرلأحببت أن أكون قد لحقت بالله عز وجل.
وها أنا ذا أنتقي طيب الكلام, مما نقله الذهبيالإمام, في كتابه الضخم "سير الأعلام .. "
وسوف أتخير من الفروع والأصول, ثم أجعل هذه النقول, دورية لكي لا تمل العقول ..
بسم الله نبدأ ..
ـ[علي اسامة]ــــــــ[10 - 12 - 10, 04:07 م]ـ
(1) ضمة القبر لسعد بن معاذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عنه ليست بعذاب
عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه،قال: (لما انتهوا إلى قبر سعد، نزل فيه أربعة: الحارث بن أوس، وأسيد بن الحضير، وأبو نائلة سِلكان، وسلمة بن سلامة بن وقش، ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واقف. فلما وضع في قبره، تغير وجه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وسبح ثلاثا، فسبح المسلمون حتى ارتج البقيع، ثم كبر ثلاثا، وكبر المسلمون، فسئل عن ذلك، فقال: تضايق على صاحبكم القبر، وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا هو، ثم فرج الله عنه).
قلت: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء؛ بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نفسه، وألم سؤاله في قبره وامتحانه، وألم تأثره ببكاء أهله عليه، وألم قيامه في قبره، وألم الموقف وهوله، وألم الورود على النار، ونحو ذلك. فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد، وما هي من عذاب القبر، ولا من عذاب جهنم قط، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه.
قال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} (مريم:39)
وقال تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِإِذِ الْقُلُوبُ لَدَىالْحَنَاجِرِ} (غافر: 18) فنسأل الله تعالى العفو واللطف الخفي.
ومع هذه الهزات، فسعد ممن نعلم أنه من أهل الجنة، وأنه من أرفع الشهداء 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -. كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول الدارين، ولا روع ولا ألم ولا خوف، سل ربك العافية، وأن يحشرنا في زمرة سعد.
سير أعلام النبلاء 1/ 290
ـ[أبو عبيدة الحربي]ــــــــ[10 - 12 - 10, 04:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل علي
ونعم الموضوع ما اخترت , نفعنا الله وإياك به
فسر فنحن متابعون هذه الدرر الجميلة
ـ[علي اسامة]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:59 ص]ـ
(2) معنى اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ..
عن أبي سعيد، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ).
ثم قال النضر، وهو إمام أهل اللغة:اهتز: فرح. 1/ 293
وروى سليمان التيمي، عن الحسن، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (اهتز عرش الرحمن لوفاة سعد).
عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: (اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا.
قال: إنما يعني السرير. وقرأ: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) [يوسف:100]، قال: إنما تفسحت أعواده.
قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره، فاحتبس، فلما خرج، قيل يا رسول الله، ما حبسك؟ قال: ضم سعد في القبر ضمة، فدعوت الله أن يكشف عنه).
قلت: تفسيره بالسرير ما أدري أهو من قول ابن عمر، أو من قول مجاهد.
وهذا تأويل لا يفيد. فقد جاء ثابتا عرش الرحمن وعرش الله، والعرش خلق لله مسخر إذا شاء أن يهتز اهتز بمشيئة الله، وجعل فيه شعوراً لحب سعد، كما جعل تعالى شعوراً في جبل أحد بحبه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى: (يَجِبَالُ أَوِّبى مَعَهُ) [سبأ: 10]، وقال: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ) [الإسراء: 44] ثم عمم، فقال: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء: 44] وهذا حق. وفي صحيح البخاري قول ابن مسعود: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وهذا باب واسع سبيله الإيمان.
السير 1/ 296 - 297
ـ[ابوسليم الاثرى]ــــــــ[12 - 12 - 10, 11:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي اسامة]ــــــــ[14 - 12 - 10, 01:35 ص]ـ
(3) وصية جامعة ..
روى أيوب: عن قلابة وغيره أن فلاناً مر به أصحاب النبي (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)، فقال: أوصني، فجعلوا يوصونه، وكان معاذ بن جبل في آخر القوم، فقال: أوصني يرحمك الله، قال: قد أوصوك فلم يألوا، وإني سأجمع لك أمرك: اعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك إلى الآخرة أفقر، فابدأ بنصيبك من الآخرة، فإنه سيمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظمه، ثم يزول معك أينما زلت.
سير أعلام النبلاء 1/ 455
¥