[فداء ابراهيم و فديته (1)]
ـ[علي سَليم]ــــــــ[12 - 12 - 10, 07:50 ص]ـ
الحمد لله الذي أرسل الرسل و أنزل الكتب فخلق خلقاً للنّار و خلقاً للجنّة و اختار أتقاهم و أصفاهم لحمل رسالته فكانوا بمنزلة كلام الله يمشون على أرضه ....
و الصّلاة و السّلام على أتقاهم وأفضلهم و لا فخر, و على آله و أتباعه و إخوانه حتى قيام السّاعة عند انقطاع العمل ....
أمّا بعد:
في ظلّ الظّلام و خسوف القمرين يتعثّر المسلم بنعليه فيظنّ العدوّ أحاطه مِن كل جانب!!! فبلغ الخوف منه مبلغ الحناجر بله بات الخوف بنفسه!!!
و ما ذا و لا ذاك الاّ عندما تورّع عن النظر في سير خير خلق الله تعالى إذ كانوا بأعمالهم و إيمانهم أمّة فاجتمعت عوارض الأفراد في شخصهم فكانوا حقا آية وعبرة!!!!
فهم مع قلّتهم بمثابة النّجوم في السّماء و لولاهم ما رُجم شيطاناً بعد المطرود من رحمة الله ابليس البتة ,و لو عكفنا عند عتبات أبوابهم لأدركنا ماهية نوم أهل الكهف مع كلبهم!!!
و عندما تُعاين أبواب الجنّة الثمانية تتربع الحيرة على فؤادك أيّها تختارها و تفضّلها!!! و كلّها تُوصلك حيث رؤية الله تعالى و النّعيم الذي لا ينقطع ....
و لذا رأيتُ أن الج الجنّة من بابٍ خيرٌ أنْ أمكث الدّهر متأمل الأبواب و ارجّح ذا افضل من ذاك و ذاك أفضل من ذا و أموت حسرة و لا اقدّم رجلاً!!!
فلنطرق بابها مع نبيّنا الخليل و الخلّة صفة نالها ابراهيم و خاتم الرسل صلى الله عليهما و سلّم, و ابراهيم كما قال تعالى في سورة النحل (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (120)
و لو اجتمع عارضٌ على فردٌ من أفراد الأمّة ممّا اجتمع على ابراهيم عليه السلم لذاب كما يذوب الدّجال عندما يرى عيسى عليه السّلام!!!
و خذ واحدة تلو الأخرى حتى لا يتفطّر قلبك فتهبط عليه جملة واحدة!!! و لنعرّج قليلاً حتى نصل و إياكم الى رؤيا ابراهيم عليه السّلام و نضيف ما سبقها اليها و نُلحقها بما بعدها من الحوادث و لتكن رؤيا ابراهيم بمثابة الكعبة في وسط الأرض ...
قال تعالى في سورة الصافات (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) (101) و هذه بعدما تقطّعت الأوصال و تلاشت الأساب فقال تعالى كما في سورة العنكبوت ( .... وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) فلا حيض و لا مبيض و هل العقم غير ذا!!!!
فالذي جعل المبيض يُنتج البويضة و تلتقي مع حيوانٌ منويٌ يٌكابد للوصول اليها في أبهى منظر هو نفسه الذي أتى بآدم من صلصال من حمأ مسنون, و هو سبحانه خلق زوج آدم من دون بويضة و لا مبيض كما عز و جلّ أرسل عيسى و لا حيوانٌ منويٌ!!! فأهون عليه و كلّه هينٌ أنْ يأمر المبيض أن ينتج البويضة و يأمر كيس الصفن حيث البيضة تُفرز حيوانا منويّاً و يلتقيان في مراحل النموّ كما قال تعالى في سورة الحجّ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (5)
فسبحانه و تعالى هو الذي خلق الأسباب و جعلها مسببة فتعمل بامر الله و تتعطل بأمره تعالى كالنّار كما في قوله و تعالى في سورة الأنبياء () قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)
¥