فتعلّق بالمسبّب لا بالاسباب حتى ينالك شئيا ممّا نال ابراهيم عليه السلام و لا يعني ذا الاعراض عنها و الزهد فيها بل لم يخلقها الله تعالى عبثاً و إنما تمسّك بها كطاعة لله تعالى و كنْ كحال مريم عليها السلام كما في سورة مريم (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً (25)
فالمرأة مهما بلغ طول قامتها و عرض راحة كفيها فتظلّ امرأة قارورة دون وصية النبيّ صلى الله عليه و سلم (استوصوا بالنّساء خيرا ... )
فهي منْ طينة ليست بصلبة خلقها الله تعالى ضعيفة البنية إذ لا تحتاج الى عضلٍ يٌرهب و لا صوتٍ يُرعب فهي ناعمة الملمس مزمور الصوت ....
و عوّض الله تعالى ضعفها ذا بجلدها و صبرها و سعة صدرها فلن يتحمل الرجل ما تتحمله المرأة في حملها و وضعها و رضاعها!!!!
و عندما ترجّلت المرأة و بارزت الرجل في ميدانه تأنّث الرجل و تخنّث و كان نتاج ذا ما نحصده اليوم!!!
فالرجل كلما ابتعد عن المرأة كلما اكتملت فيه أوصاف الرجولة و لذا كان ميدانه خارج المنزل في معزلٍ عن نون النّسوة يُثمر ما يعجز عنه جمع أشباه الرجال!!!
لا يستوي منْ يُقاتل بسيفه من قتل المرأة في فؤاده و منْ يُقاتل و المرأة تتمايل عارية بين قلبه و ضلوعه!!! و هل يستويان!!!
و لذا عندما يرى الرجل ما تخفيه المرأة من زينتها يُقلّد ولده و يبيت الرجل الصغير فلنْ تعد تسمع بأزيزه و زئيره و إنما بهديله و صفيره, بات الأسد سنّورا!!!!
فهذا الكائن الضعيف هلك بنو إسرائيل و خاف منه صلى الله عليه و سلم على شباب امّته كما قال (أخوف ما أخاف على الرجال من النساء) أو كما قال ...
و عندها أدرك الغرب خطورة المرأة فاستعملوها كأداة رخيصة يُحاربون بها المدّ الاسلاميّ!!! و عندما تذبل يذبل معها عروضهم و يستبدلونها بأخرى!!!
و صنعوا منها ما عجز عن صنعه الأوائل فكانت المرأة راعية خارج عشّها آمرة على رجال جنسها فرأيناها محام ... قاضي ... رئيس بله رأيناها امام و خطيب!!!!
توقعتها عارية تمشي باستحياء مصطنع تارة و بفجور مقنّع تارة أخرى و لم أتوقعها أن ترتقي المنابر و تتقدم الصفوف و ترتّل بصوت عذب يُذهب الخشوع و يزلزل الطمأنية!!!!
فهذا الكائن الضعيف إن صلح صلح الناس عن بكرة أبيهم و إن فسد فسد النّاس الاّ من عصمه الله تعالى نسأل الله أن يُعيد السّواد الى نسائنا و البياض الى رجالنا.
و عندما أتى المخاض الى مريم عليها السلام و هي المرأة الضعيفة في بنيانها لحكمة أرادها الله ذكرنا شيئا منها فازداد ضعفها مع وجود الم المخاض و ليس الصحيح كالعليل!!!
و هنا أمرها الله تعالى بواسطة رسله بأمر يعجز عنه أقوى الرجال, () وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً (25)
فالسّماء لا تمطر ذهباً و الأرض لا تخرج كنوزها الاّ بسببٍ فعليك بأدنى مراتب الأساب أو اعلاها و على الله تعالى الاتمام ...
(فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
فالعقم ليس انقطاعا للأمل و إنما بلاء و امتحان يمتحن الله تعالى به عباده و لزكريا عليه السلام نصيبٌ ممّا ذكرنا فقال تعالى كما في سورة مريم () ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ
¥