[قاعدة جليلة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له.]
ـ[نواف العتيبي]ــــــــ[14 - 12 - 10, 02:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , وأشهد أن لا إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أن محمدأ عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما.
وبعد: فهذه قاعدة جليلة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له, عبادة وإستعانة قال الله تعالى {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} الآية وقال تعالى {وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون} وقال تعالى {وإن يمسسك الله بضر فال كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير} وقال تعالى في الآية الأخرى: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رآد لفضله} وقال تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} وقال تعالى {فاعبده وتوكل عليه} وقال تعالى {عليه توكلت وإليه أنيب} وقال تعالى {يسبح لله مافي السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير} وقال تعالى {فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} وقال تعالى {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل ممسكات رحمته} الآية وقال تعالى {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لايملكون مثال ذرة في السموات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير, ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} وقال تعالى {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا, أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا} وقال تعالى {ولا تدع مع الله إلها آخر لاإله إلا هو كل شئ اًالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون} وقال تعالى {وتوكل على الحى الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا , الذي خلق السموات والأرض وما بينهما} وقال تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة} الآية ونظائر هذا في القرآن كثير وكذلك في الأحاديث وكذلك في إجماع الأمة لا سيما أهل العلم والإيمان منهم فإن هذا عندهم قطب رحى الدين كما هو الواقع.
ونبين هذا بوجوه نقدم قبلها مقدمة.
وذلك أن العبد بل كل حي بل وكل مخلوق سوى الله هو فقير محتاج إلى جلب ما ينفعه ودفع مايضره والمنفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة والمضرة هي من جنس الألم والعذاب فلا بد له من أمرين:-
احدهما: هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويلتذ به.
والثاني: هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع من دفع المكروه وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا أربعة أشياء:-
أحدها: أمر هو محبوب مطلوب الوجود.
والثاني: أمر مكروه مبغض مطلوب العدم.
والثالث: الوسيلة إلى حصول المطلوب المحبوب.
والرابع: الوسيله إلى دفع المكروه فهذه الأربعة الأمور ضرورية للعبد بل ولكل حي لا يقوم وجوده وصلاحه إلا بها واما ماليس بحي فالكلام فيه على وجه آخر.
إذا تبين ذلك فبيان ماذكرته من وجوه:-
أحدها: أن الله تعالى هو الذي يجب أن يكون هو المقصود المدعوا المطلوب وهو المعين على المطلوب وما سواه هو المكروه وهو المعين على دفع المكروه, فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ماسواه وهذا معنى قوله: (إباك نعبد وإياك نستعين) فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب لكن على أكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به على المطلوب , فالأول من معنى الألوهية.
والثاني من معنى الربوبية،إذ الإله: هوالذي يؤله فيعبد محبة وإنابة وإجلالاً وإكراماً والرب: هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلى جميع أحواله من العبادة وغيرها.
[مجموع الفتاوى لابن تيمية جمع ابن قاسم] وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعل آله وأصحابه أجمعين.