[لدي سؤال لمنكري المنكر؟]
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[14 - 12 - 10, 08:42 م]ـ
من شروط وجوب الأمر والنهي:
- مظنة النفع، قال تعالى: (فذكر ان نفعت الذكرى).
- ان يكون منكرا.
- ان يكون قائما.
- ان تكون المصلحة راجحة.
- ان يكون ظاهرا.
فإن من شروط انكار المنكر ان يكون قائما، فهل يعني ذلك ان تأخير الإنكار لوقت آخر يدخل في باب النصيحة لا من باب انكار المنكر؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[15 - 12 - 10, 02:03 ص]ـ
يختلف حال الإنكار حسب الشخوص والمكان. كما ينبغي التنبه أنّ القصد من الإنكار هو ابراء الذمة من أحد فروض العين من جهة وإحداث الخير عند صاحب المنكر. أي أنّ النهي عن المنكر لا بد أن يكون بالمعروف وإن كان في الإنكار شدة فلكل مقام مقال.
تأخير الإنكار أو تأخيره قد يكون أحياناً لتجنب مفسدة أعظم أو لتحقيق مصلحة ومنفعة أعم. ومثال ذلك ما فعله شيخ الإسلام من تركه إنكار شرب الخمر عند بعض الجند في الحادثة المعروفة، وإليكي مثالاً من واقع حياتنا:
لنفترض أنكي رأيتي شخصاً يسب أب شخص آخر وهو في قمة الغضب. إن أنكرتي عليه في تلك اللحظة فقد يأتي بلفظ يخرجه من الملة لشدة غضبه وعدم وعيه أو يتسبب في أذى لغيره. لذا يترك الرجل حتى يهدأ وينصح في السر.
أقول هذا مع التنبه أنّ الأمر بالمعروف هو نفسه النهي عن المنكر وأنّ النهي عن المنكر هو نفسه الأمر بالمعروف في واقع الأمر. والنصيحة تجمع كلا الأمرين. لذا من الصعب تطبيق جميع الضوابط على واقعة عين فالأمر يحتاج إلى حكمة وبصيرة.
لذا أقول: الإختلاف في ماهية الفعل وتحت أي مسمى هو أمر شكلي لا يأتي بنفع. والنظر يكون إلى المقاصد والنتائج بغض النظر عن المسميات.
والله أعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 12 - 10, 05:04 ص]ـ
قال فضيلة الشيخ العالِم صالح آل الشيخ:
(والنصيحة غير الإنكار، النصيحة باب والإنكار فصل منه.
يعني أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب من أبواب النصيحة.
النصيحة عامة ومن النصيحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فالنصيحة أوسع.
والأمر والنهي ما كان نصيحةٌ لها شروطها ولها أحوالها بما جاء في الشريعة.
والنصيحة هذه عامة كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، ثلاثاً، قلنا لمن يا رسول الله - يعني - قال الصحابة لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم)
فالنصيحة عامة، الدين كله نصيحة.
والنصيحة هذه لأئمة المسلمين ولعامتهم تشمل الأمر والنهي.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعض النصيحة لكن له شروط خاصة فهو كالمخصص من العام.
والتخصيص من العموم بشروطه، هذا له أحكامه المعروفة.
فإذن ليست كل أحكام النصيحة جارية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليست كل أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جارية على النصيحة بل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نصيحة لعباد الله ولأئمة المسلمين ولعامتهم ولكن بشروطه الشرعية.
o ومن الفروق بينهما أن النصيحة الأصل فيها السر.
النصيحة تكون سراً وتكون مُجملةً بدون تحديد، هذا الأصل فيها كما قرَّره أهل العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يكون في بعض أحواله سراً ولكن الأصل فيه أن يكون علناً.
o الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون إذا رُؤِي المنكر أو سُمِع سماعاً محققاً، والنصيحة تكون بأوسع من ذلك فيما إذا رُؤي أو سُمٍع أو أُبلِغتَهُ، أو بلغك أنه حصل كذا وكذا.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون فيما إذا حصل المنكر أمامك، أما إذا حصل في غيبة عنك فإنه نعود إلى الأصل العام وهو النصيحة لأن النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة والسلام قيَّد وجوب الإنكار بقوله (من رأى منكم منكراً)، فمن رأى وجب عليه ومن لم يرى بل سمع أو قيل له فلان حصل منه كذا وكذا أو الأمر الفلاني حصل فيه كذا وكذا فالمجال فيه مجال نصيحة.
o من الفروق أيضاً أن النصيحة تحتاج إلى تثبت واستفصال والأمر والنهي بما حصل أمامك فإنك متيقن منه، يعني أن النصيحة لمن يحتاج النصيحة تكون بما علمته وتثبت منه وأما الأمر والنهي فهو لا بد فيه من اليقين كما قال شيخ الإسلام وغيره.
¥