هل في العشق .. ما يُمدح؟! (عاشق النبي، عاشق الشهادة، عاشق العلم).
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 10, 10:32 م]ـ
السؤال:
ماحكم التسمى بهذه الأسماء المستعارة عبر المنتديات:
عاشق الشهادة / عاشق الجنة / عاشق الرسول / عاشق النبي / عاشق القرآن / عاشق المدينة / عاشق مكة / عاشق قطر / عاشق الكويت / عاشق المجد / عاشق الرياضيات / عاشق العلم / عاشق الإسلام /عاشق الشهادة ..
أي كل مايتعلق بكلمة عاشق وعشق؟ .. أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعشق هو إلافراط في الحب، ويكون في عفاف الحب ودعارته، والأصل فيه الرجل يعشق المرأة. قال ابن القيم رحمه الله: العشق والشرك متلازمان، وإنما حكاه الله عن المشركين من قوم لوط، وعن امرأة العزيز.
وذكر الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عن أكثر أهل العلم المنع من إطلاقه على الله أو على رسوله خلافا للصوفية (راجع معجم المناهي اللفظية)، أما حب البلدان وغيرها فالأولى التعبير عنه بالحب لا العشق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق مكة: " ما أطيبك من بلد وأحبك إلي " رواه الترمذي وصححه الألباني، وقوله: " أحد جبل يحبنا ونحبه ". رواه البخاري.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=52194)
ـ[أمين نواري]ــــــــ[15 - 12 - 10, 10:59 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا شيخنا أبامحمد، والله في النفس شيء من هذه التسميات .. حتى أفدتنا بهذه الفتوى جعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 10, 10:59 م]ـ
قال الشيخ / بكر أبوزيد رحمه الله تعالى في " معجم المناهي اللفظية " ص392:
(العشق: فيه أمران:
1 - منعُ إطلاقه على الله - تعالى -:
ذكر ابن القيم - رحمه الله تعالى - خلاف طائفة من الصوفية في جواز إطلاق هذا الاسم في حق الله تعالى، وذكروا فيه أثراً لا يثبت، وأن جمهور الناس على المنع، فلا يقال: إن الله يعشق، ولا عشقه عبده، وذكر الخلاف في علة المنع. والله أعلم.
2 - امتناع إطلاقه في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في اعتراضات ابن أبي العز الحنفي، على قصيدة ابن أيبك؛ لأن العشق هو الميل مع الشهوة، وواجب تنزيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ الأصل عصمته صلى الله عليه وسلم) أ. هـ.
وقال رحمه الله في ص 368:
(عاشق الله:
هذا مما يتسمى به الأعاجم من الهنود، وغيرهم، وهي تسمية لا تجوز، لما فيها من سوء الأدب مع الله - تعالى - فلفظ: " العشق " لا يطلق على المخلوق للخالق بمعنى: محبة الله، ولا يوصف به الله - سبحانه -) أ. هـ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 10, 11:17 م]ـ
في حق الله تعالى، هل يصح العشق؟.
المجيب: الشيخ العلامة / عبد الرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله-
السؤال:
أيهما أصح: أحب الله أم أعشق الله؟، لقد قرأت في كتاب لابن الجوزي: (تلبيس إبليس بعدم جواز كلمة عشق الله)، ما التصوف وما الطرق الصوفية؟. جزاك الله خيراًًَ.
الجواب:
الحمد لله، من مقامات الإيمان القلبية والأحوال الإيمانية حب الله سبحانه وتعالى، وقد مدح الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأنه يحبهم ويحبونه، فقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ " [المائدة: من الآية54]، وقال تعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " [آل عمران: من الآية31]، هذا هو الذي ورد في القرآن والسنة، لفظ المحبة، وكذلك العبادة التي أمر الله بها جميع الناس حقيقتها كمال الذل والتعظيم، وكمال الحب، فأكمل الناس عبودية لله أكملهم محبة له.
وأما لفظ العشق فلم يرد في القرآن ولا في الحديث، وإنما يطلقه الجهلة بالله من الفلاسفة والصوفية فإن من عبارات الفلاسفة عن الله: (عشق وعاشق ومعشوق)، ومن عبارات الصوفية أن يقول أحدهم: (إنه عاشق لله)، وهذا لفظ مبتدع لا يجوز التعبير به عن محبة الله، أولاً: أنه لم يرد في شيء من النصوص، والثاني: أنه يدل على الحب المفرط الذي دافعه الشهوة، إذاً العشق إنما يليق ويعبر به عن الحب الذي يكون بين بعض الناس وبعض، وأكثر ما يستعمل في الحب الذي بين الرجل والمرأة، إذاً فلا يجوز استعمال هذا اللفظ في حب العبد لربه، ولا في حب الرب لعبده، بل نقول: إن الله يُحَب ويُحِب، كما قال سبحانه وتعالى: " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ".
وأما الصوفية فهم طوائف أكثر اهتمامهم بالعبادة والأذكار وتصفية الباطن، وهذا ينطبق على قدمائهم، وأما المتأخرون فهم يتشبهون بالأوائل، وهم منحرفون عن طريقهم وضلال الصوفية وجهالهم أهل بدع كثيرة أخفها الأذكار البدعية في ألفاظها وفي كيفية أدائها وما يقترن بذلك من الأعمال المنكرة كالرقص والغناء، وأقبح الاعتقادات الصوفية اعتقاد وحدة الوجود وهو أن وجود الرب عين وجود كل موجود، فعند هؤلاء الملاحدة الكفار أن هذا الوجود المشاهد وغير المشاهد هو الله نفسه فلا فرق عندهم بين الخالق والمخلوق، والعبد والرب، وهؤلاء عند أهل العلم أكفر من اليهود والنصارى، نعوذ بالله من الخذلان. والله أعلم.
المصدر: موقع طريق الإسلام.
¥