تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذا يزول الاشكال الذي يورده من نقص حظه من هذا الباب على الحديث الذي فيه: "أن صوم يوم عرفة يكفر سنتين"، و"يوم عاشوراء يكفر سنة"؛ قالوا: فإذا كان دأبه دائما انه يصوم يوم عرفة فصامه وصام يوم عاشوراء فكيف يقع تكفير ثلاث سنين كل سنة؟

وأجاب بعضهم عن هذا: بأن ما فضل عن التكفير ينال به الدرجات.

ويالله العجب فليت العبد إذا أتى بهذه المكفرات كلها أن تكفر عنه سيئاته باجتماع بعضها إلى بعض والتكفير بهذه مشروط بشروط موقوف على انتفاء الموانع كلها فحينئذ يقع التكفير وأما عمل شملته الغفلة أو لأكثره وفقد الإخلاص الذي هو روحه ولم يوف حقه ولم يقدره حق قدره فأي شيء يكفر هذا؟ فإن وثق العبد من عمله بأنه وفاه حقه الذي ينبغي له ظاهرا وباطنا ولم يعرض له مانع يمنع تفكيره ولا مبطل يحبطه ـ من عجب أو رؤية نفسه فيه أو يمن به أو يطلب من العباد تعظيمه به أويستشرف بقلبه لمن يعظمه عليه أو يعادي من لا يعظمه عليه ويرى أنه قد بخسه حقه وأنه قد استهان بحرمته ـ فهذا أي شيء يكفر؟

ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر وليس الشأن في العمل إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه فالرياء وإن دق محبط للعمل وهو أبواب كثيرة لا تحصر وكون العمل غير مقيد باتباع السنة أيضا موجب لكونه باطلا والمن به على الله تعالى بقلبه مفسد له وكذلك المن بالصدقة والمعروف والبر والاحسان والصلة مفسد لها كما قال سبحانه وتعالى:

{يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} وأكثر الناس ما عندهم خبر من السيئات التي تحبط الحسنات وقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} فحذر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه و سلم كما يجهر بعضهم لبعض وليس هذا بردة بل معصية تحبط العمل وصاحبها لا يشعر بها فما الظن بمن قم على قول الرسول صلى الله عليه و سلم وهدية وطريقه قول غيره وهديه وطريقه؟

أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر؟ ... " إلخ كلامه النفيس -رحمه الله ورضي عنه-.

وقال الإمام النووي -رحمه الله- في "شرحه على صحيح مسلم" (3/ 113): "وقد يقال: إذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة، واذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات ورمضان، وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين ويوم عاشوراء كفارة سنة، واذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.

والجواب: ما أجابه العلماء: أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره، وان لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات، وإن صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر. والله أعلم" اهـ.

ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[17 - 12 - 10, 11:29 ص]ـ

كم كنت أرجو أن يبحث إخواننا الكرام أولا عن كلام أهل العلم في هذه المسائل المشهورة قبل الكلام فيها. والله المستعان.

أولا بارك الله فيك نصيحة مقبولة ومنكم نستفيد

ثانيا اسمح لي أيها الفاضل، أسلوب صياغة السؤال هو ما دفعني والإخوة الكرام إلى الرد بصيغة استنكار للسؤال، فالسائل لم يضع سؤاله بصيغة علمية مثلا كـ (كيف يكفر ثلاث سنوات في سنة) بل قال:

فما معنى صوم عاشوراء لمن صام عرفة؟

وهي صيغة تنقل شعورا بضمان قبول صوم عرفة لمن صامه وتكفير ذنوب من صامه، وتساؤل عن أهمية (معنى) صيام يوم عاشوراء بهذه الاعتبارات

ثالثا تقبل مني نصيحة فقد ينصح المفضول الفاضل ..

فإني وددتُ لو أنك اقتصرتَ على نقل كلام أهل العلم

وسبب ذلك أنني استشعرت من عبارتك تنقص بإخوانك الذين سبقوك بالإجابة، وكان نقلك عن أهل العلم كافٍ جدا في إيصال تلك النصيحة دون أن يصل لنا هذا الشعور.

وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك وزادك من العلم والفضل والتقى

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 12:16 م]ـ

إذا كان صوم عرفة يكفر الله به ذنوب سنتين، فما معنى صوم عاشوراء لمن صام عرفة؟

يكفي أن النبي صلى الله عليه و سلم صام عاشوراء و صام من قبل عرفة فلا تبحث أخي الفاضل عن مسألة ربما لا نفع فيها ...

فالعبرة بالاتباع ...

ـ[أبو المقدام الهلالي]ــــــــ[19 - 12 - 10, 08:03 م]ـ

يكفي أن النبي صلى الله عليه و سلم صام عاشوراء و صام من قبل عرفة فلا تبحث أخي الفاضل عن مسألة ربما لا نفع فيها ...

فالعبرة بالاتباع ...

بارك الله فيك يا محمد. حديثنا في ثواب من صامهما، أما المشروعية فلا اختلاف فيها.

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[20 - 12 - 10, 10:37 ص]ـ

أرى أخي الفاضل أن مسألة القَبول هي ربما الجواب على سؤالك، لان مسألة القَبول لا يعلمها إلا الله تعالى، فهذه مواطن الأجر، فقد تصوم عرفة و لا تحقق مقصد الصوم فيضيع لك أجر الصيام، ثم تأتي فرصة أخرى و هي صيام عاشوراء فيصومه المسلم و يرجو قبول صومه ...

و مثل هذا في الشرع كثير ... كصيام رمضان و قيامه فمن صام رمضان إيمانا و احتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه و من قام رمضان إيمانا و احتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه.

فمثل السؤال الذي تطرحه، ما معنى قيام رمضان لمن صام إيمانا و احتسابا؟ فهي مواطن أجر ... لا تدري ما قبله الملك القدوس تبارك و تعالى.

و الله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير