تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشاطبي رحمه الله في مثل في هذا "اعْلَمُوا أَنَّ الِاخْتِلَافَ فِي بَعْضِ الْقَوَاعِدِ الْكُلِّيَّةِ لَا يَقَعُ فِي الْعَادِيَّاتِ الْجَارِيَةِ بَيْنَ الْمُتَبَحِّرِينَ فِي عِلْمِ الشَّرِيعَةِ الْخَائِضِينَ فِي لُجَّتِهَا الْعُظْمَى، الْعَالِمَيْنِ بِمَوَارِدِهَا وَمَصَادِرِهَا. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ اتِّفَاقُ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ وَعَامَّةُ الْعَصْرِ الثَّانِي عَلَى ذَلِكَ".

ثم ذكر أول أسباب هذا الشذوذ، فقال:"

أَحَدُهَا: أَنْ يَعْتَقِدَ الْإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ أَوْ يُعْتَقَدَ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالِاجْتِهَادِ فِي الدِّينِ ـ وَلَمْ يَبْلُغْ تِلْكَ الدَّرَجَةَ ـ فَيَعْمَلُ عَلَى ذَلِكَ، وَيَعُدُّ رَأْيَهُ رَأْيًا وَخِلَافَهُ خِلَافًا، وَلَكِنْ تَارَةً يَكُونُ ذَلِكَ فِي جُزْئِيٍّ وَفَرْعٍ مِنَ الْفُرُوعِ، وَتَارَةً يَكُونُ فِي كُلِّ أَصْلٍ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ ـ كَانَ مِنَ الْأُصُولِ الِاعْتِقَادِيَّةِ أَوْ مِنَ الْأُصُولِ الْعَمَلِيَّةِ ـ فَتَارَةً آخِذًا بِبَعْضِ جُزْئِيَّاتِ الشَّرِيعَةِ فِي هَدْمِ كُلِّيَّاتِهَا، حَتَّى يَصِيرَ مِنْهَا مَا ظَهَرَ لَهُ بَادِيَ رَأْيِهِ مِنْ غَيْرِ إِحَاطَةٍ بِمَعَانِيهَا وَلَا رُسُوخٍ فِي فَهْمِ مَقَاصِدِهَا" الاعتصام صـ 679.

وقال ابن القيم رحمه الله:

:" مَا حَكَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ، قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا مُفْتٍ قَلِيلُ الْبِضَاعَةِ، فَكَانَ لَا يُفْتِي حَتَّى يَتَقَدَّمَهُ مَنْ يَكْتُبُ الْجَوَابَ فَيَكْتُبُ تَحْتَهُ: جَوَابِي مِثْلُ جَوَابِ الشَّيْخِ، فَقُدِّرَ أَنْ اخْتَلَفَ مُفْتِيَانِ فِي جَوَابٍ، فَكَتَبَ تَحْتَهُمَا: جَوَابِي مِثْلُ جَوَابِ الشَّيْخَيْنِ، فَقِيلَ لَهُ: إنَّهُمَا قَدْ تَنَاقَضَا، فَقَالَ: وَأَنَا أَيْضًا تَنَاقَضْتُ كَمَا تَنَاقَضَا ... "وَهَذَا الضَّرْبُ إنَّمَا يَسْتَفْتُونَ بِالشَّكْلِ لَا بِالْفَضْلِ، وَبِالْمَنَاصِبِ لَا بِالْأَهْلِيَّةِ، قَدْ غَرَّهُمْ عُكُوفُ مَنْ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ عَلَيْهِمْ، وَمُسَارَعَةُ مَنْ أَجْهَلُ مِنْهُمْ إلَيْهِمْ، تَعِجُّ مِنْهُمْ الْحُقُوقُ إلَى اللَّهِ - تَعَالَى - عَجِيجًا، وَتَضِجُّ مِنْهُمْ الْأَحْكَامُ إلَى مَنْ أَنْزَلَهَا ضَجِيجًا

فَلَوْ لَبِسَ الْحِمَارُ ثِيَابَ خَزٍّ لَقَالَ النَّاسُ: يَا لَكَ مِنْ حِمَارِ"اعلام الموقعين (4/ 159)

وصدق الشاطبي رحمه الله فقد ذكر أَنَّ الْمُخَالَفَةَ لِعَمَلِ الْأَوَّلِينَ تقع من صنفين من الناس ومنهم:" أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ، وَإِنَّمَا أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِيهِ غلطا أو مُغَالَطَةً إِذْ لَمْ يَشْهَدْ لَهُ بِالِاسْتِحْقَاقِ أَهْلُ الرُّتْبَةِ، وَلَا رَأَوْهُ أَهْلًا لِلدُّخُولِ مَعَهُمْ؛ فَهَذَا مَذْمُومٌ. وَقَلَّمَا تَقَعُ الْمُخَالَفَةُ لِعَمَلِ الْمُتَقَدِّمِينَ إِلَّا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْقِسْمِ" الموافقات (3/ 287).

ـ[أبو أنس البغدادي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 10:47 ص]ـ

أين بحث المفتي؛ حتى نطلع عليه دون واسطة؛ حتى نتحقق من الكلام؛ لأن الأمر خطير.

ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 11:04 ص]ـ

هذه الفتوى ظهرت قبل حوالي 5 أشهر لكن بشكل غير رسمي -أقصد أنها أفتيت لشخص ولم يتم تناقلها بشكل رسمي- وقد سمعت الشيخ أبو اسحاق الحويني انتقدها وقال-باللهجة العامية-: إزا عملنا بفتوى المفتي فما فيش حد حيطلئ في مصر!!

ـ[أبو المقدام الهلالي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 12:56 م]ـ

لجلال الدين السيوطي رسالة سماها (فتح المغالق من أنت تالق)

ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[16 - 12 - 10, 01:00 م]ـ

يا إخوة نرجوا مناقشة الموضوع بجدية،فمن المؤكد أن الرجل لم يصدر هذه الفتوى إلا بسبب استناده إلى أدلة،فلا بد من مناقشة أدلته -إن كان عنده أدلة-حتى لا يتيه العوام بين هذا الزخم الشديد

إنا لله وإنا إليه راجعون

حسبي الله ونعم الوكيل

والسلام

ـ[عكرمة]ــــــــ[16 - 12 - 10, 01:23 م]ـ

أعتقد أنه لا بد من التثبت من صحة نسبة الفتوى للمفتي علي جمعة وبعد ذلك لكل حادثة حديث

ـ[الامين ابوعائشة]ــــــــ[16 - 12 - 10, 03:22 م]ـ

واين ذهبت النية الذي ينويها اذا طلق؟

(انما الاعمال بالنيات)

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 12 - 10, 07:55 م]ـ

وهل أفسد الدين إلا الملوك ** وأحبار سوء ورهبانها.

كثير من الفساد الذي حل بالمسلمين في دينهم على مر إنما هو من الأئمة المضلين.

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 08:30 م]ـ

حتى لو كان (تنزلا على رأيه) فلا أقل من أن يعتبرها كناية طلاق تقع بالقصد ولا شك أن من يقولها لزوجته من المصريين ناويا الطلاق أنه يقصد الطلاق، هذا على أقل تقدير في المسألة فيكون كلامه مردود عليه حتى وإن اعتبرها ليست لفظ الطلاق فليعتبرها كناية ظاهرة، لأن قصد الطلاق بهذه الكلمة واضح والله أعلم ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير