تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول د. عبدالله العريني نائب رئيس رابطة الأدب الإسلامي: هدف الرواية الإسلامية إعطاء بديل عن الروايات المنحرفة والفضائحية، وهذا يؤكد إمكانية ترويض الفن الروائي ليحمل الهدف الأخلاقي وليجمع للرواية جمالية المضمون وجمالية الأسلوب. انتهى

ولابد للروائي الإسلامي أن يحترم عقل القارئ فلا يهبط به إلى أرذل الشهوات ودركات الإنحلال، ولا يرتفع به في صورة ملائكية معصومة من الزلل، بل لابد من تقديم الرواية على أنها مادة تحوي فوائد وتجارب أقرب للواقع وتعطي حلولاً تتسم بالمنطقية والإعتدال، ولك في تراث الإسلام ودواوينه غِنْيةً عن نسج الخيال والمبالغة في التصوير، إذ لا يمانع الأدب الإسلامي في تقديم رواية من نسج الخيال، ولا يتعارض ذلك مع أوامر الله تعالى ونواهيه، فكم من مرة نقرأ بعض الآيات التي بها ضرباً للأمثال،وقد اختلف العلماء هل هي قصص حقيقية، أم أنها مجرد تشبيه حال بحالٍ من غير قصد أن المثل المضروب قصة واقعية؟ ومن ذلك فعل الفقهاء بعقدهم لمناظرات وهمية بين شخصين مختلفين في مسألة ما وذلك لإقناع القارئ بالرأي من خلال قراءته للمناظرة كما فعل ذلك ابن القيم في بدائع الفوائد. إنه ولابد من تقديم الرواية الإسلامية جامعة أطراف العناصر الأدبية للرواية، ومن ذلك اتسامها بالموضوعية وخلوها من شوائب الإنحراف العقدي والأخلاقي، وقدرتها على تقديم الأفضل من خلال اتكائها على تراث ضخم عميق، وملازمتها لعذوبة الكلمة وحلاوة التراكيب البيانية.

لقد نجح بعض الكتّاب الغربيين في انتشار رواياتهم على نطاق واسع، وذلك أنهم قدموا معلومات وحقائق استفاد منها قارئ الرواية، فجمعت له المتعة والفائدة معاً، ومن أمثلة ذلك عندما ألّف (جوني فيرن) روايته (من الأرض الى القمر) لم يكن العالم بعد قد وصل الى الفضاء ولكنه قام بأبحاث علمية واسعة، ولم يترك حجراً إلا وبحث تحته، لإعطاء روايته هالة من الإحترام، وبعد مرور مئة سنة على الرواية ومرور 65 سنة على وفاة مؤلفها، وصل الأمريكيون الى القمر، واستغرب كثير من الناس شدة التشابه بين وصف (فيرن) في روايته للرحلة، وبين ما حصل في الرحلة الحقيقة، ولا عجب في ذلك، فإن الرجل قد أعطى لروايته احتراماً من خلال احترام عقل القارئ، ولم يقدم رواية مبناها على الخيال المجرد فقط، وإنما درس الموضوع من جميع جوانبه.

وكذلك من الأمثلة في وقتنا الحاضر رواية (شفرة دافنشي) لداون براون التي بيع منها أكثر من 60 مليون نسخة، قام بها الكاتب بدراسة الديانة النصرانية مدة عامين!، مما أعطى الروايتة شهرة فائقة.

وعلى الروائي والكاتب الإسلامي أن يستفيد من هذا فيقوم بالدراسة المتأنية لما يريد طرحه عبر روايته،احتراماً لعقل القارئ ومنافسة للكتابات التي تملأ الساحة الإسلامية والغربية، وبهذا يتبين لنا جلياً أهمية توظيف الرواية الإسلامية لتكون أداة فعالة في الدعوة إلى الله تعالى، وتُوجد البديل الناجح عن كل سقطٍ وانحلالٍ وسفهٍ بإسم الأدب الروائي، ومحققة بذلك ألمعية في سماء الأدب العالمي المختلط بالأهواء والإسفاف والإبتذال.

كتبه: طلال فالح الهلفي

منقول

ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[19 - 12 - 10, 12:18 ص]ـ

يرفع للفائدة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير