مقال جديد للشيخ الطريفي: (الأعراض تُكشف عنوة)!.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[18 - 12 - 10, 09:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن لعقد الفضيلة خرزات، يجتمع على إزاحة الواحدة منها جهات وأفراد، ليتتابع العقد انفصالاً، وينفرط في حين غفلة وتغافل من أهل العلم والرأي والعقل والغيرة.
عاش المجتمع زمناً والإعلام يروج للتبرج والسفور، في صور التحضر والتمدن والتقدم، وهو نوع من قسر العقول، وأطرها على اللحوق بركب الحضارة، والبراءة من التخلف، ومع هذا بقي المجتمع مستمسكاً في غالبه، ومدركاً للفرق بين الحضارة الحقة والحضارة المزيفة.
دعي بعدها إلى حق المرأة في حرية اللباس، ولكن قد جاءت النصوص من وحي الخالق سبحانه صريحة في إثبات الحجاب وفرضه، ووجوب الستر وصلته في توازن الفطرة وضبط الغرائز، نودي إلى تعبيد الطريق الصعب وتذليله، دعي إلى أن الحجاب (عادة) و (تقليد) وليس من الدين في شيء، وذلك حتى تسمع الأذان المعرضة للأصوات المنادية بضده، وتلين الفطرة المتصلبة في رفض تلك الدعاوى، لم تكن النصوص الحاملة لمعاني الحجاب والستر تلين بأفواه أولئك الداعين ليمضغوها ويصيروها كيف شاؤا، فهي لا تقبل إلا الامتثال والتسليم أو الجحود والنكران.
جاءت المرحلة الثانية: بعد الإياس من التدليس في ذلك، إلى التحول من قسر العقول والنفوس إلى قسر الأبدان وهتك الأعراض بالقوة:
هاتفتني فتاة تعمل في جامعة (كاوست)، تقول: إنها وزميلاتها أبلغهن نائب الجامعة: (نظمي نصر) بأنه يجب عليهن نزع النقاب أو الطرد من العمل! وقال: لن أقبل بمن تغطي وجهها ولو كانت بدرجة الامتياز
لم يكن يخطر في بال عاقل غيور أن مثل هذا يحصل في هذه البلد، ونساؤها على الستر والعفاف وستر الوجه، فطلبت الاستيثاق من ولي أمرها، وأكد الأمر بنفسه، بأسماء المبعدات يوم الأربعاء 9/محرم/1432، وكان آخر حديثه معي: هل أنا في بلد الإسلام أم لا؟!
وإني أوجه هذا الرسالة إلى كل من تحمّل سلطان العلم وسلطان الأمر في هذه البلد خاصة؛ وذكره بالتخصيص يفتح باب الإطالة، وهو معنيَ وإن لم يُسم، إذ لا يقدر أحدٌ على أن يتولّى تخصيص الكل باسمه فيراعيه بلفظه ومعناه، وذلك لكثرة من يستحق أن يوجه إليه الخطاب من أهل العلم والأمر والحمد لله.
وإني أقدم ما لا أستجيز تأخيره من النصيحة، وأضع نفسي بينكم، قابضاً بيديَّ على يمين عالمها وشمال سلطانها، ماشياً معهم إلى حيث تصير البلاد! أتولى قارها راضياً، وأتولى حارها ناصحاً صابراً.
وإنّ عيناً ترقد على انطلاق البلد إلى ما لا يُرضي الله للعمى أحسن بها، وإن نفساً تقِرُّ على ما لا يُرضي الله للموت أولى بها من حياتها.
في الصحيحين عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تحشرون - يوم القيامة- حفاة عراة غرلاً، قالت عائشة: يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض، فقال: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك، قالت امرأة - كما عند الطبراني-: يا رسول الله ادع الله أن يستر عورتي قال: اللهم استر عورتها.
ظهرت لوعة القلب وهمه على العفيفة في ظهور العورة في يوم العرض فسألت ما لا حاجة إلى سؤاله لانشغال كل بنفسه، وينبغي أن تسأل أولى منه، ومع ذا أجاب رسول الله طلبها، لأن للعفيفات هم قلب لا يدركه من نشأ على الانفلات والانسلاخ، وقد أجابها رسول الله في هم عورتها يوم القيامة والفزع، فمن يجيب العفيفات في أعراضهن أن يكشفهن من لا يقيم للحرمات والحياء وزناً ..
إن المرأة العفيفة لتحمل هم العرض على الله أن تكشف عورتها في حال شخوص الأبصار عنها، فكيف إذا كشف منها ما لا تريد كشفه والأبصار كلها إليها!
اللهم استر عوارتهن.
وأقول وإني أعرف معنى الحضارة، وأٌدرك مراتب الأخلاق والفطرة، وأُفرق بين حضارة تطير فيها الطائرة وبين حضارة يطير فيها الجلباب والحجاب، وأن كثيراً ممن يحاول الخلط بين هذه المفاهيم المنفكة، يدور في فلك الوهم الذي صنعه لنفسه.
وهذه رسائل حول هذه الحادثة:
أولاً: لن تجد هؤلاء الفتيات من يقف معهن من أي كاتب أو وسيلة إعلامية، كما يتم الجلبة على قضايا العفة والستر، لأن الإعلام لا يسيره الإنصاف.
¥