تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وبيَّن خطر التسرع في التكفير.

- وكفَّر اليهود والنصارى، وأفتى في مسائل معاملتهم ومخالطتهم وتهنئتهم بأعيادهم.

- وأنكر الدعوة إلى التقريب بين الأديان.

- ونبه على خطأ بعض الألفاظ الشائعة، والمصطلحات الحادثة.

وكل ذلك مبثوث في خطبه المنبرية، ودروسه العلمية، وفتاواه السيارة، مما يطول المقام بسرده.

ونكتفي بمثالين دالين على معاصرته لقضايا عصره ونوازله.

أحدهما: لما التبس على بعض مواطنيه قبل أكثر من ثلاثين سنة أمر الوصول إلى القمر، وهل تصديق ذلك حرام مخالف للقرآن، أم أن القرآن يؤيده ويدل عليه؟ ودار في تلك الأيام جدال وخصومة بين فريقين من الناس؛ فكتب في حينها رسالة مختصرة بعنوان: (رسالة في الوصول إلى القمر) قال فيها: «وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه، فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده» [39] ثم شرع في تفنيد ما ادعاه كل من الفريقين دليلاً من القرآن على دعواه، وخلص إلى القول: «وبعد: فإن هذا البحث في هذا الموضوع قد يكون من فضول العلم، لولا ما دار حوله من البحث والمناقشات، حتى بالغ بعض الناس في رده وإنكاره، وغلا بعضهم في قبوله وإثباته، فالأولون جعلوه مخالفاً للقرآن، والآخرون جعلوه مطابقاً للقرآن، فأحببت أن أكتب ما حررته هنا، على حسب ما فهمته بفهمي القاصر، وعلمي المحدود» [40].

وبصرف النظر عما أتيح لنا من معطيات قطعية الآن تجعلنا نستغرب اختلاف الناس فيه حين سمعوه لأول مرة؛ فالمقصود إبراز مبادرته في إزالة اللبس، وتحرير الأمر في وقت دعت الحاجة إليه.

الثاني: موقفه رحمه الله من نازلة الدعوة إلى التقريب بين الأديان التي نشطت في العقود الأخيرة، واستهوت بعض ضعاف العلم والإيمان، ورقاق الدين والعقيدة، فداهنوا اليهود والنصارى والذين لا يعلمون؛ فاشتد نكيره رحمه الله على هذه البدعة الكفرية ودعاتها في خطبه ودروسه، فقال رحمه الله: «أيها الإخوة: إنه قد يسمع ما بين حين وآخر كلمة (الأديان الثلاثة) حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة كما أنه لا فرق بين المذاهب الأربعة، ولكن هذا خطأ عظيم، إنه لا يمكن أن يحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين إلا كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار.

إن دين اليهود ليس بشيء، ولا ينفعهم، بل هو مصيرهم إلى النار، إن تمسكوا به، وإن دين النصارى ليس بشيء، ولن ينفعهم، وإنما يقودهم إلى النار، إن تمسكوا به؛ لأن الواجب على الجميع أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقسم صلى الله عليه وسلم وهو البار الصادق بدون قسم، فقال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار» [41] [42].

وبعد: فهذا قليل من كثير من جهود شيخنا محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله في بيان العقيدة ونشرها، ومن سمات منهجه في تقريرها وإرسائها، أبقى الله له غُنْمَه وبره، وجزاه عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء، وأحله دار المقامة من فضله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.


(*) من خواص طلاب الشيخ ابن عثيمين، وأطروحته في الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة بعنوان: (مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات.
عرض ونقد)، وأطروحته في الدكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة بعنوان: (دعوة التقريب بين الأديان، دراسة نقدية في ضوء العقيدة الإسلامية) - البيان -.
(1) هذه القطعة من خطبة الحاجة وما تلاها من صفة النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخنا رحمه الله يستهل بها الخطب والمحاضرات العامة واللقاءات كثيراً؛ فأثبتناها لمناسبة المقام.
(2) رواه أبو داود (4/ 480)، و الحاكم في مستدركه (4/ 522)، و الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 61) وصححه جمع من الأئمة، قديماً وحديثاً، منهم: ابن حجر، و السيوطي، و العراقي، والألباني، وابن باز، وانظر في تخريجه وفقهه: مجلة البيان، الأعداد (1 13).
(3) جامع الأصول: 11/ 320.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير