تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التقىبالشيخ بهجت البيطار علامة الشام -رحمه الله-.والتقى بعلماء كبار مثل: حامد الفقي، وسعيد الجابي.

وكانت له رحلات إلى مصر وغيرها، وكتب عنه محب الدين الخطيب، فقال: [الألباني من إخواننا في الله -الذين لم نرهم- ممن رزقهم الله الدفاع عن السنة، والذب عنها، والاشتغال بالدفاع عن عقيدة السلف].

كماالتقى بالشيخ أحمد شاكر-رحمهالله- وأثنى عليه جداً، وكان الشيخ أحمد شاكر المحدث في بلاد مصر؛ كما أن الألباني كان محدثاً في بلاد الشام، واحتفى به أنصار السنة المحمدية وجعل في لجنة المشاريع الحديثية، يقول تلميذ له: [كان يمثل صورة المربي بيننا، وكان ينبهنا إلى التعود على الاعتراف بالخطأ إذا ظهر]، وكان يأبى أن بعض الأشخاص يرفضون الاعتراف، ويقول: [إذا ظهر لك اعترف، وصرح بالتراجع] ويقول أيضاً: [استفدت منه في الدعوة، وكنت حليقاً فناصحني بالحسنى فأطلقت لحيتي] ويقول: [وفي غياب الشيخ في المجالس كنا نحضر الأدلة، ونحشد الأقوال على خلاف ما كان يذهب إليه، فإذا جاء ذكرنا له فكرّ عليها بالنقض].

اشتغاله بالعلوم الأخرى:

لقد تمكن الشيخ من تحصيل علم الحديث، واطلاعه الواسع على السنة، أن صار له اهتمام بفروع كثيرة في مجالات متعددة في العقيدة، والأخلاق، والآداب، والرقائق، الفقه؛ لأن الاشتغال بالسنة يؤدي إلى الإطلاع على كثير من الأحاديث المتنوعة في كل المجالات، ولذلك لم يحصر علم الشيخ في الحديث وإن كان مبرزاً فيه، ولكنه اشتغل بعلوم أخرى كثيرة كالعقيدة، واهتم بعقيدة السلف اهتماماً بالغاً، وهذه منحة ربانية؛ فإن علم الحديث قد اشتغل به أعداد من المبتدعة، فوجد صوفية محدثون، وأشاعرة محدثون ومرجئة محدثون، ولكن الله رزق الشيخ التوجه إلى عقيدة السلف.

ومن خلال هذه الأحاديث وفقه الله –عزوجل- إلى المقارنة بينه وبين الواقع كالإطلاع على حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)؛ وحديث: ( ... فلا تتخذوا ... ) فيقارن على الواقع ثم يتجه إلى تمحيص المسألة، وتتكون عنده قناعة من خلال البحث، وهذا مما جلب عليه نقمة طائفتين عظيمتين: أتباع المذاهب المتعصبة والصوفية، وكانت الشام مملوءة بهم، وكان كثيراً ما يكون الجمع بينهما في أشخاص متعددين جداً، صوفي ومذهبي، وكان الشيخ ينادي بالتحرر من ربقة التقليد الأعمى للمذاهب، وينكر على الصوفية؛ لأن عقائدهم باطلة وفاسدة، فاجتمع عليه الأعاجم وأغروا به السفهاء، وأوذي في الله -عز وجل- حتى حبس شهراً، وحبس ستة أشهر في القلعة التي سجن فيها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- وأقام فيها صلاة الجماعة والجمعة وأقبل عليه من في السجن حتى قيل: ما حصل في القلعة صلاة جمعة من أيام شيخ الإسلام ابن تيمية؛ حتى دخلها محمد ناصر الدين فصلى فيها هذه الصلاة.

دفاعه عن عقيدة السلف:

إذا كنا نحن في بلد الحرمين -ولله الحمد- يغلب عليها العقيدة الصحيحة، ودعوة الشيخ / محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- فلا نرى قبوراً في المساجد، ولا نرى توسلات شركية، ولا نرى بدعاً في الشوارع، وهذا في الغالب. وأما الشيخ فكان غريباً وسط أناس من المشركين، بل والكفرة من أصحاب وحدة الوجود ومقدّسي ابن عربي، والمستنجدين به وبقبره، وكانت عقيدة ابن عربي الكفر! فأصبح قبره في الشام مزاراً يعبد من دون الله، ويستغاث به! وإقبال الناس على مقامه، واستشفائهم به! وتقربهم إليه وطلب قضاء الحاجات، فهو الشيخ محيي الدين! - بزعمهم- وإلا فهو من المشركين، فعانى الشيخ الألباني كثيراً وكان العامة يعبئون تعبئة خاطئة ضده؛ يقول أحد تلاميذه: [إلى درجة أن واحداً من العامة المعادين للشيخ قابله مرة في الشارع فبصق في وجهه؛ فلولا أن الشيخ تنحى جانباً لجاءت البصقة عليه).

وسبوه و شتموه وقالوا له: يا وهابي! بل ونفروا الناس عنه, فأوذي في الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير