تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كانت له مناظرات جميلة، فإنه لا يعرف أحد ناظر مثله في هذا الزمان إطلاقاً، ولو قلنا أن المناظرات ختمت بالألباني لما كان بعيداً، ففي ذات مرة جاء إلى مكان الدرس في بيت الشيخ / ناصر الترمانيني في حلب رجل صوفي يقول: [أنتم تسبون الصوفية، وأنا من أهل الله، وأعطيكم البرهان، وإذا كنتم من أهل الحق افعلوا مثلي، أنا سأدخل السكين، من الجانب الأيمن، وأخرجه من الجانب الأيسر، ولا ينزل مني قطرة دم واحدة] فقال له الشيخ الألباني: [لا نريد سكيناً ولكن نريد دبوساً ندخله نحن في وجنتك ثم نخرجه من الجهة الثانية!!] فقال: [لا بل بيدي] فقال الشيخ: [لا، أنت من أهل الله، ولا تفرق بأي الأيدي أدخلناه!] فرفض وانهزم وخزي وانصرف، ثمقال له الألباني وهو ذاهب: [قل لشيخك -الصوفي- السلفي لا يمكن أن تضحك عليه].

فهذه الطريقة الرفاعية، إما أن تكون خدعة، وإما أن تكون بتعاون الشياطين معهم، وهذا كثير جداً، وإما أنهم يتمرنون على أشياء أو يدخلونها في أماكن معينة، فمهما كان أهل الضلال فإنهم على شفا جرف هار، فلو رأيت الساحر يمشي على الماء أو يطير في الهواء فهو ساحر وضال فلا يمكن أن نصدق أنه من أولياء الله!!.

وناقش الصوفية، ومتعصبة المذاهب، والمعتزلة، ومدعي النبوة، والقاديانية, والنقاشات العلمية العادية.

ولما ناقش من المبتدعة من تلاميذ حسن السقاف، وهو-أي السقاف- من كبار الدعاة إلى الضلالة في هذا العصر، وهو عند أهل البدعة مقدّر جداً، فأرسل أحد تلاميذه لمناقشة الألباني فقال له الشيخ ناصر: [ما هي مصادر التشريع في الإسلام؟ قال: أربعة قال: ما هي؟ قال: الكتاب، والسنة، والإجماع والقياس، قال: هذه في كل شيء من الدين أو تختلف، قال: في كل شيء في الدين، قال: حتى في العقيدة؟! قال: حتى في العقيدة! قال: انتبه يا بني آدم! حتى في العقيدة، قال: حتى في العقيدة، فقال الشيخ: في العقيدة الكتاب والسنة والإجماع فهمنا، ولكن القياس! كيف تقيس العقيدة، والعقيدة لا مدخل لها في القياس؛ لأن هذا من علم الغيب؟ فبهت].

ولما ناقشه قال له الشيخ: [أين الله؟ فلف ودار، و هولا يريد أن يقول في السماء، فقال الشيخ: لماذا لا تقول كما قالت الجارية لما سألها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أين الله؟ قالت: في السماء)) قال: لا يا شيخ! أنا لا أريد أن أقول بحديث الجارية، يعني هذا حديث نص في المسألة، واستشهد الشيخ في النقاش ببيت شعر:

غيري جنى وأنا المعذب فيـ

كم فكأنني سبابة المتندمِ

فأعجب بها ذلك المبتدع أيما إعجاباً، ودخلت عقله وقال: يا شيخ لحظة! أملها عليّ حتى أكتبها، فقال الشيخ: ما استفدت من هذا النقاش كله إلا هذا البيت، ثم بدأ الشيخ ينتقل من نقطة إلى أخرىفي النقاش، وإذا بالرجل بدأ يراوغ ويعود؛ مع أنه سلم بأشياء، قال: اكتب هنا مثال جميل: [عادت حليمة إلى عادتها القديمة!!].

وناقش الشيخ أحد مدعي النبوة، وهذا رجل يمكن أن يكون عنده انفصام في الشخصية في النقاش يقول ذلك الرجل بالصوت المرتفع، وبعصبية!! فقال له الشيخ: [هون عليك النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين: (كان هيناً ليناً تأخذه الأمة) وأنت نبي معصّب! ثم سأله هل أنت عالم بعلم الحديث؟! فسكت، فقال: أعيد عليك السؤال؟! هل أنت عالم بعلم الحديث؟ قال: لا، قال: فكيف تعرف الحديث الصحيح من الضعيف، قال: بالعلم الذي يأتيني من الله، فقال الشيخ: قوموا يا جماعة ما دام النقاش بهذا الشكل فلا يمكن أن يكون هذا نقاش!!.

وناقش القاديانية في الخمسينيات، وكانت الردود مكتوبة من الطرفين، ولا زال رده على القاديانية مخطوطاً.

وسمع الألباني مرة أن رجلاً يحضر الأرواح فذهب الشيخ إليهولما دخل عليه تلخبط الرجل فقال الألباني: [أريدك أن تحضّر لي روح؟ قال: من تريد؟ قال: أريد روح البخاري، فإنني كتبت أسئلة، وأريد أن أسأل البخاري!!، قال: وماذا تريد من البخاري؟! قال: عندي أسئلة أريد أسألها البخاري، فقال هذا المشعوذ الدجال: اليوم انتهت الأرواح التيحضّرناها! تعال يوم الاثنين! ذهب الشيخ يوم الاثنين، فما وجد الرجل، وليس فقط أغلق المحل؛ بل أنه نقله إلى مكان آخر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير