تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مِنْ صبر أهل الحديث على الفقر ...

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 10:56 ص]ـ

مِنْ صبر أهل الحديث على الفقر

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلّم.

أما بعد، أهل الحديث قدوتهم النبي صلى الله عليه وسلّم، القائل لمن قال له: " إني أحبك "، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: " استعد للفاقة ". (رواه البزار 4/ 229 / 3595، وجوّد إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة 2827)

وأتى أبو ذر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحبكم أهل البيت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الله؟ قال: الله. قال: " فأعد للفقر تجفافاً، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها ". (رواه الحاكم 4/ 331، وصححه هو والذهبي والألباني)

وعن أبي مسهر قال: كنا عند الحكم بن هشام العقيلي وعنده جماعة من أصحاب الحديث، فقال: إنه من أغرق في الحديث فليعد للفقر جلباباً، فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاقة، وليحترف حذاراً من الفاقة. (من ترجمة الحكم بن هشام في تهذيب الكمال)

وقال أحمد بن عبد الله العجلي، عن أبيه: كان الحكم بن هشام فقيراً، وكان يُدعَى إلى الطعام وهو جائع، فيلبس مطرف خز له قديماً، ثم يدخل العُرس فيُبارك، ولا يأكل عزّة نفسٍ. (من ترجمة الحكم بن هشام في تهذيب الكمال)

وقال أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ت 297 هـ) في " مسائله عن شيوخه " (ص 122 / ط. دار البشائر الإسلامية): سمعت أبي يقول: كنتُ يوماً عند عمر بن زرعة، وكان رجلاً من أصْبَرِ الناس على فقرٍ وأحسنهم عملاً، فجاءوا اليه قوم من ناحية حِمْير، فقالوا: يا أبا حفص، إن فلانة توفيت وتركت داراً ومتاعاً وكساءً فيه ألف درهم، وقد أوصت أنك وارثها وأنك مولاها، قال: فسكت ساعة ثم قال: قد كانت هذه المرأة تأتينا وتدعي ما تقول من الولاء، فكان يمنعنا الحياء أن نردَّ عليها، فأما إذ كان هذا، فليست لنا بمولاة ولستُ لها بوارث، فانصرفوا، فما أخذ منهم شيئاً. اهـ.

(يُتبع)

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 06:47 م]ـ

جزاك الله خير أخي الكريم ونفع بك، وماذا عن الصحابة الأغنياء كعثمان وعبد الرحمن بن عوف ...

وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلاما حيث ذهب إلى عدم صحة ما ورد في ذلك، قال الشيخ في شرحه لرياض الصالحين:

هذه الأحاديث ذكرها المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب الزهد في الدنيا، منها حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: والله إني لأحبك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر ماذا تقول؟ قال: والله إني لأحبك فرددها ثلاثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلي من يحبني من السبيل على منتهاه لأن السبيل إذا كان له منتهى وقد جاء من مرتفع يكون سريعا.

ولكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم فكم من إنسان غني يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فعلامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الإنسان أشد اتباعا له، وأشد تمسكا بسنته كما قال تعالى: قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فالميزان هو اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن كان للرسول أتبع فهو له أحب وأما الفقر والغنى فإنه بيد الله عز وجل

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:11 م]ـ

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلي من يحبني من السبيل على منتهاه لأن السبيل إذا كان له منتهى وقد جاء من مرتفع يكون سريعا.

ولكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم فكم من إنسان غني يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

جزاك الله خيراً يا أبا البراء،

ورحم الله الإمام ابن عثيمين،

لكن إن كان قد نقد متن الحديث وليس إسناده،

فهناك أحاديث أُخَر في هذا المعنى،

إحداها ذكرته آنفاً

وأتى أبو ذر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحبكم أهل البيت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الله؟ قال: الله. قال: " فأعد للفقر تجفافاً، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها ". (رواه الحاكم 4/ 331، وصححه هو والذهبي والألباني)

وهناك مسألة التفاضل بين الفقير الصابر والغني الشاكر ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير