تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ عبد العزيز الفوزان يبيّن حكم الاستعانة بصالحي الجن!؟

ـ[موقع الملتقى الفقهي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 06:11 م]ـ

رجّح د. عبد العزيز الفوزان ما ذهب إليه جماهير أهل العلم من منع الاستعانة بالجنّ، خلافا لبعض العلماء، رحمهم الله، الذين أجازوا للراقي ونحوه أن يستعين بصالح الجنّ ممن يتعرف عليهم أثناء الرقية الشرعية.

وأوضح الشيخ سبب منع الاستعانة بهم أنه لا يعرف حالهم ولا يدرى أصالحون هم أم فاسقون، مسلمون أم كفّار؟ وأن الأصل فيهم هو الكذب لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة عن صاحبه من الجنّ: "صدقك وهو كذوب" خصوصا أنهم تعمدوا إيذاء مسلم بغير حقّ وآذوه "ثم بعد القراءة عليه ربما تكلم هذا الجنّي وأظهر توبته وندمه، وقد يكون صادقاً فعلاً مثل فسّاق الإنس، يعني إذا قبض عليه وأوذي، ربما فعلاً يندم ويصحو من غفوته ويعود إلى الله عز وجل أصلح مما كان، وقد يكون منافقاً ليتخلص من الأذى ثم يعود إلى ما كان عليه؛ ولهذا قالوا: أنه لا يجوز الاستعانة بهم؛ لأنه لا يؤمن غدرهم ولا يؤمن كذبهم بل الكذب فيهم هو الأصل".

وذكر الشيخ سببا آخر للمنع وهو "أن هؤلاء الذي يتعاملون مع الجنّ في الغالب هم من السحرة، فإذا كان السحرة هم الذين يتعاملون مع الجنّ ويستعينون بهم لخدمة السحر والعياذ بالله والتفنن في إيذاء المسحور ... سيلتبس الأمر ويختلط، فإذا قبض على شخص يستعين بالجنّ قال: لا والله أنا أستعين بالصالحين فقط لا أستعين بالشياطين والكفّار منهم، فلهذا السبب سداً لذريعة التحايل والتلاعب بعباد الله والاستعانة بالكفّار من شياطين الجنّ نقول: لا يجوز التعامل معهم وهذا هو الصحيح وهو قول جمهور أهل العلم، ويكفيك - يا أخي الراقي - أنت أيها الرجل الصالح أن معك الكتاب الكريم الذي هو أعظم صلة {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور} {وقل جاء الحقّ وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً} ".

وأضاف فضيلته: "وقد رأينا والله من هذا العجائب، تجد بعض الناس ربما مبتلى بعين شديدة أو بسحر قديم منذ عشرات السنين، وتلاعب به السحرة والجن خدّام السحر، وربما ذهب أيضاً - نسأل الله العافية - لبعض السحرة وأكلوا ماله بالباطل ولا يزال يعاني، أو ربما فعلاً يشفى فترة وهم يعيدون إليه السحر حتى يبتزوه مرة أخرى، فإذا صدق مع الله عز وجل واستشفى بالقرآن واستعان بالصالحين من الرقاة المعروفين، رأيت عجبا سبحان الله!! كيف أن هذا القرآن يحرق السحر ويحرق خدّام السحر، إي والله تراه رأي العين وتسمع صراخه، وهو يقول: احترق وجهي احترق بطني احترق رجلي لم يبق مني شيء إلا روحي ثم يموت، سبحان الله، هذا إذا عاند وكابر وأبى أن يخرج. ما الذي يحملنا إذًا على الاستعانة بالشياطين وغيرهم وعندنا كتاب الله، وعندنا الأدعية الثابتة بالكتاب والسنة! ".

ونبه الشيخ إلى أن جمهور أهل العلم حرموا التمائم ولو كانت من القرآن الكريم، وأن هذا "هو الصحيح، لا تعلق أولاً لعموم الأحاديث الواردة "من تعلّق تميمة فلا أتم الله له" وقال عليه الصلاة والسلام: "إن التمائم والتولة شرك".

وقال أن "من حكمة الله سبحان في النهي عن التمائم عموماً أن الإنسان قد يقال له أن هذه التميمة فيها كتاب الله مكتوبٌ فيها سورة الفاتحة، لكنها قد تكون تمائم شركية فيها أسماء الشياطين والعياذ بالله، حتى يصاحبه الشيطان، ولذلك تمنع منعاً باتاً، وهذا منه، فقد يوجد فعلاً شخصٌ صالح من الجنّ أو كان فاسقاً وتاب إلى الله، ويريد أن يكفّر عن ذنبه، وأن يعين على شفاء بعض الأمراض التي ربما تسبب فيه الجنّ عن طريق السحر أو نحوه، لكن من يضمن لك؟ ثم أنت، الحمد لله، قد أغناك الله عز وجل بما هو خير وأنفع وآمن، وهو كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".

وقد جاءت فتوى د. الفوزان حفظه الله في حكم الاستعانة بصالحي الجن ردا على سؤال أحد مشاهدي برنامج الفتاوى الذي بثته أخيرا قناة "دليل" الفضائية.

http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=132&aid=21263

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير