ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[06 - 05 - 03, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم،وحالي انه كما قيل الانسان عدو مايجهل،بارك الله في علمك. وقد وجدت في طرح التثريب قوله؛ .... وفيه استحباب التثليث في الاستنشاق،وهو كذلك ولكن اختلف فيه؛ هل يستنشق من كف واحدة او من ثلاثة اكف واختلف اصحابنا ايضا هل يفصل بينه وبين المضمضة من ماء واحد او يجمع بينهما. والاصح كما قال النووي انه يجمع بينهما بثلاثة غرفات وصحح الرافعي الفصل بينهما والله اعلم اهـ .... فقد كنت اعلم المسالة الاخيرة وغابت عني الاولى فجزاك الله عني خير الجزاء
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 05 - 03, 10:55 م]ـ
وفقكما الله وبارك فيكما وأحسن إليكما.
هذا نصّ حديث علي (رضي الله عنه) عند أبي داود، وفيه أنّ الاستنشاق والاستنثار يكونان بنفس اليد.
قال أبوداود السجستاني (رحمه الله):
... عن عبد خير قال أتانا علي (رضي الله عنه) وقد صلى، فدعا بطهور فقلنا ما يصنع بالطهور وقد صلى ما يريد إلا ليعلمنا، فأتي بإناء فيه ماء وطست فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاثاً، ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثاً ...
ولعلّنا نبحث في صحّة الحديث وسبب تعدّد الروايات.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 11:31 م]ـ
شيخنا هيثم
الذي يظهر لي أنه لا تعارض أصلا بين قوله (فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه) وبين قوله (ونثر بيده اليسرى)
لما يلي:
1) الانتثار في الرواية الأولى أريد به الاستنشاق وذلك بقرينة عدم ذكر الاستنشاق معه ولأن الاستنثار يلزم منه الاستنشاق لأنه كيف يخرج من الأنف ماء إلا إذا كان أدخله من قبل، ولذا يكتفى بذكر الاستنثار أحيانا ويراد به الاستنشاق
2) هناك فرق بين نثر بـ ونثر من، فهو ينثر بيده اليسرى، ولكن الماء الذي يدخله لينثره يأخذه من الكف اليمنى.
والله أعلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 05 - 03, 04:45 م]ـ
السُّنّة في الوضوء، المضمضة والاستنشاق من كفٍّ واحدة، سواء فعل ذلك بغرفة، أو بغرفتين، أو بثلاث غرفات، وحديثي عبد الله بن زيد الأنصاري وعلي بن أبي طالب رضي الله عنها، هما العمدة في هذا الباب، والألفاظ المحتملة مردّها إلى الروايات الأخرى المبيّنة، مثل لفظ سليمان بن بلال المدني في حديث عبد الله بن زيد عند البخاري في صحيحه (رقم199): "فمضمَضَ، واستنثَر ثلاثَ مرَّات من غرفة واحدة".
فهذه الرواية تحتملُ معنيان:
- المعنى الأول: أنَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- غرف غرفة واحدة، فمضمض منها واستنثر ثلاث مرّات.
- المعنى الثَّاني: أنَّ النبيّ –صلى الله عليه وسل- غرف ثلاث غرفات، في كل غرفة يمضمض ويستنثر من كفٍّ واحدة.
والمعنى الثَّاني هو المراد ولا شكَّ بدليل الرّوايات الأخرى المبيّنة لهذه الرواية، والحديث واحد، ودونك البيان:
- ففي رواية مالك: "ثمَّ مضمض، واستنثرَ ثلاثاً".
- وفي رواية وُهيب بن خالد: "فمضمَض واستنشقَ واستنثرَ ثلاثاً بثلاث غرَفات".
- وفي رواية خالد بن عبد الله الواسطي: "فمضمض، واستنشَقَ من كفَّ واحدة، ففعل ذلك ثلاثاً".
- وفي رواية بهز بن حكيم: "فمضمَض واستنشقَ واستنثر من ثلاثِ غرفات".
فالأخذ بالمعنى الثّاني هو الموافق لهذه الروايات عن عمرو بن يحي المازني رواي الحديث.
وقد وجّه البيهقي في الس - الكبرى (1/ 50) رواية سليمان بن بلال بقوله: "يعني -والله أعلم-: تمضمض واستنشق كلَّ مرة من غرفة واحدة، ثم فعل ذلك ثلاثا، بثلاث غرفات بدليل ما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا سليمان بن حرب ثنا وهيب بن خالد ... ". فذكر لفظ وهيب المتقدّم.
وقد أفاد ذلك الحافظ في فتح الباري (1/ 303) حيث قال: "قوله: (من غرفة واحدة) يتعلَّق بقوله "فمضمض واستنثر"، والمعنى أنه جمع بينهما ثلاث مرات كل مرة من غرفة، ويحتمل أن يتعلق بقوله "ثلاث مرات"، والمعنى أنه جمع بينهما ثلاث مرات من غرفة واحدة، والأول موافق لباقي الروايات فهو أولى". اهـ
ويزيد هذا المعنى وضوحاً ما وقع في حديث علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: "ثمَّ تمضمَض واستنشقَ ثلاثاً، [مضمَض ونَثر] من الكفِّ الذي يأخذُ به الماء". [وهي رواية أبي عوانة].
¥