تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكتاب والسنة ليس لأحد أن يلزم الناس بقول عالم ولا أمير ولا شيخ ولا ملك ومن اعتقد أنه يحكم بين الناس بشيء من ذلك ولا يحكم بينهم بالكتاب والسنة فهو كافر وحكام المسلمين يحكمون في الأمور المعينة لا يحكمون في الأمور الكلية وإذا حكموا في المعينات فعليهم أن يحكموا بما في كتاب الله فإن لم يكن فبما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يجدوا اجتهد الحاكم برأيه.) لذا امتنع الإمام مالك عندما طلب منه الوالي في زمنه أن يأذن له في عدة أمور ومنها أن يلزم الناس بموطئه رفض وأنكر ذلك ظناً منه أن ذلك لا يجوز بحال من الأحوال .. وإليك نص الأثر في ذلك: فعند أبي نعيم في الحلية: عن عبدالله بن عبدالحكم قال سمعت مالك بن أنس يقول شاورني هارون الرشيد في ثلاث في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه وفي أن ينقض منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله من جوهر وذهب وفضة وفي أن يقدم نافع بن أبي نعيم إماما يصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا أمير المؤمنين أما تعليق الموطأ في الكعبة فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع وتفرقوا في الآفاق وكل عند نفسه مصيب ... وأما نقض منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذك إياه من جوهر وذهب وفضة فلا أرى أن تحرم الناس أثر النبي صلى الله عليه وسلم .... وأما تقدمتك نافعا إماما يصلي بالناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإن نافعا إمام في القراءة لا يؤمن أن تندر منه نادرة في المحراب فتحفظ عليه .. قال: وفقك الله يا أبا عبدالله) والأثر أورده القاضي عياض في ترتيب المدارك .. لكن ذكر المأمون بدل هارون .. وقال الذهبي لعل الراوي وهم في قوله هارون لأن نافعاً مات قبل خلافة هارون. فرحم الله الإمام مالكا رحمة واسعة .. حيث لم يُسَر أن يحمل الناس على موطئه ... ولو كان أحد الناس في هذا الزمن لفرح بذلك وسُرَّ بل هي أمنية أكثير الناس إلا أن يشاء الله تعالى .. ومن يتابع في هذه الأيام الإذاعات والقنوات والصحف يعلم صحة ما أقول فإلى الله المشتكى .. لقد لَبَّسَ كثير من الناس في هذه الأحداث وحاول جَمْعٌ من العلماء والدعاة المسلمين حمل الناس على رأي واحد في هذه الأحداث رأي الإدانة والشجب والاستنكار حيث لا نجيد غير هذين الأمرين .. الشجب والاستنكار وأضيف مؤخر أ التنديد .. وتجاهلوا ما في المسألة من أقوال هي أرجح وأصوب مما جنحوا إليه .. وأجبروا الناس عليه. إن البلية العظمى التي أصيب بها المسلمون اليوم هي محاولة حمل الناس على رأي واحد أو وقول واحد ... بمعنى أدق حصر الحق في قول عالم واحد أو علماء بلد واحد ... ومن ثم يلزم الناس به حتى لو كان مرجوحا ً.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير