تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فعزم الشجاع على الهجرة … ونفذ العم ما وعد به فجرده عن ثيابه التي أنعم بها عليه، وطرده حتى يصبح لا مأوى ولا مسكن بل ولا ملبس … فأعطته أمه بجاد – قطعة قماش – فقسمه نصفين اتزر بأحدهما، وارتدى الآخر … ثم سار الشجاع الذي طلق الدنيا، وداس ذل الكفر وهوان المعصية بقدميه العلية … سار إلى رسول الله - ? - وليس له ومعه إلا بجادان … فبلغ ذو البجادين غايته وهدي إلى خيري الدنيا والآخرة وهو الصحابي الجليل (ذو البجادين) عبد الله بن عبد نهم t ؛ أما خاتمة هذا المهاجر الشجاع فكانت خاتمة أهل السعادة والحياة الطيبة، فقد قبره المصطفى - r - بيده وقال: {اللهم إني أمسيت عنه راض فارض عنه} هنيئاً له ثم هنيئا له حيث قبر بيد النبي - r - ودعا له.

فتأمل يا أخي شجاعة هذا الصحابي، فهل تملك شيء من الشجاعة الإيمانية لتنطلق من قيود المعاصي والآثام، وأوحال الزلات والشهوات … كن كعبد الله تكن من السعداء … كن كذي البجادين .. لتكسى لباساً هو خير من الدنيا وما فيها … إنه لباس الهداية والتقوى (ولباس التقوى ذلك خير) (الأعراف26).

أخي الحبيب أعلنها بأعلى صوت داخل نفسك بينك وبين الله ... التوبة ... التوبة ... التوبة إلى الله والعودة والإنابة إليه من كل المعاصي والآثام ... واعلم أن الله جل جلاله وتقدست أسماءُه أشد فرحاً بك ممن وجد ضالته بعد أن كاد يهلك، مع أنه الغني عني وعنك وعن جميع عباده، إلا أنه رحيم بنا إذ يتنزل جل في علاه في الثلث الأخير من كل ليلة ليقول: (هل من سائل فأعطيه، هل من داع فيستجاب له، هل من مستغفر فيغفر له حتى ينفجر الصبح) رواه مسلم من حديث أبي هريرة

واعلم يا أخا الخير: أن الله يقول في كتابه {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} (الزمر 53)

فأبشر يا أخي بالخير ... أخي الشجاع اعلم أنك متى صدقت العزم أن الله معك وأن الله مؤيدك وحافظك قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} (العنكبوت 69) وقال عز وجل {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}) النحل 128 (وبعد صدق العزم، والتوكل على الله؛ سر على بركة الله يحدوك الشوق إلى لقاء الله، ويلازمك الخوف منه ومحبته ورجاء ما عنده سبحانه وتعالى ...

اعلم يا أخي الهُمام: أن الدنيا ساعة فاجعلها طاعة .. وتذكر دائماً هادم اللذات ومفرق الجماعات فقد قال r : ( اكثروا من ذكر هادم اللذات) رواه الترمذي والنسائي فالمؤمن الشجاع يذكر الموت ولذا فهو يعمل لما بعده وقد يصل إلى الشوق للقاء الله إذ من أحب لقاء الله أحب الله لقائه.

أخي اعلم أن من ثمار طريق الخير خاتمة الخير، فلن ينطق بالشهادة عند الموت إلا من يسرها الله عليه وكان عمله خيراً ونسمع ونقرأ ونشاهد من الشواهد ما يؤكد ذلك سواء عن حسن الخاتمة أو سوء الخاتمة – والعياذ بالله – كما أن المؤمن يهون الله عليه مصيبة الموت عند نزع الروح منه ....

أسأل الله لي ولك الهداية والسعادة وخاتمة الحسنى إنه قريب مجيب.

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 03, 09:57 ص]ـ

امين ... امين ... امين .. ،اخي الكريم،وجزاك الله عل هذه الكلمة الهادفة الموقظة خير الجزاء.

واستسمحك في النظر في قولكم ( ... كانوا قبل أن يعرفوها نكرة منكرة، نكرة في السماء عند من يذكر عبده إذا ذكره، ويشتاق إلى دعائه وسؤاله ... ومنكرة بفعلهم المقيت وسعيهم الحثيث إلى تحصيل اللذات والأنس بالشهوات ... لكن ما إن عرفوا الحقيقة البلجاء، والنور الساطع، والصوت الصداح؛حتى سجدوا سجدة التحرير، وسارعوا إلى ربهم يحثون الخطا فمنهم من أجتهد حتى صُفت قدماه ومنزلته مع الأنبياء ثم قوم دونهم ثم دونهم كل على قدر سبقه، وسعيه {إن سعيكم لشتى} (الليل 4) لكنهم عرفوا الطريق ... )

الذي فهمه اخوك قاصر الفهم،ان هذه العبارة شملت الانبياء بحكمين،

اولهما،انه يجوز عليهم الضلال قبل البعثة والنبوة،نعم قال الله تعالى **ووجدك ضالا فهدى** لكن الذي في ذهني ولقنني اياه بعض مشايخ التفسير بالمدينة النبوية ان هذا الضلال محمول علىعدم معرفة تفاصيل الحق وكماله بالوحي،لاالشرك والفجور واسباب الفسق.

ثانيهما، انه يمكن نيل منزلة النبوة بالاجتهاد،والذي اعرفه ان هذا قول بعض المعتزلة وان قول اهل السنة ان النبوةمنحةربانية ترجع الى اختيار الله عز وجل،واصطفائه.

فان كنت اخي الفاضل الكريم لم تقصد دخول الانبياء هنا،فقد قلت: (فمنهم من أجتهد حتى صُفت قدماه ومنزلته مع الأنبياء .. ) واهل السنة لايقولون بنزول احد منزلة الانبياء وليس منهم. بل هو قول بعض جهال المتصوفة**مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسالة ودون الولي!!

ما ذكرت هذا الا لاستفيد من ليوث المعامع في هذا الملتقى النفيس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير