ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع كما قال تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه. وهذا مبسوط في موضعه.
وقال أيضا رحمه الله في ج24 من الفتاوى ص276 - 277 ما نصه. وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وقال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي إن أقواما يقولون إن الجني لا يدخل بدن المصروع فقال يا بني يكذبون. هو ذا يتكلم على لسانه. وهذا الذي قاله أمر مشهور.
فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه. ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله. وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا. بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان. وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك.
تلبس الجني بالإنسي واقع ومعلوم
س: سؤال من: س ن ح - من مكة المكرمة: هل تلبس الجني بالإنسي ثابت؟ وما دليل ذلك؟ وما حكم من لم يؤمن بذلك؟ جزاكم الله خيرا.
ج: بسم الله، والحمد لله: تلبس الجني بالإنسي أمر معلوم وواقع، وأدلته كثيرة من الكتاب والسنة، منها قوله سبحانه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ الآية، ومنها قوله جل وعلا: فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ أوضح سبحانه في هذه الآية: أن نبيه صلى الله عليه وسلم ليس بكاهن ولا مجنون.
فدل ذلك على أن الكهانة والجنون موجودان وأن الرسول صلى الله عليه وسلم منزه عنهما. والآيات في هذا المعنى كثيرة. وهكذا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى كثيرة، ومنها: حديث المرأة التي شكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها تصرع وطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها فقال لها إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت لك فقالت يا رسول الله إني أتكشف فادعوا الله ألا أتكشف فدعا لها عليه الصلاة والسلام ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم متفق على صحته.
وبهذا يعلم أنه لا يجوز إنكار تلبس الجني بالإنسي؛ لأن ذلك مكابرة للواقع ومخالفة للأدلة الشرعية، ولكن كثيرا من الناس قد
يصاب بصرع من غير جن؛ لأمراض تصيبه في رأسه أو غيره فيظن هو أو غيره أنه مجنون وليس بمجنون، وقد نبه على ذلك العلامة: ابن القيم رحمه الله وغيره، وقد شاهدنا ذلك من بعض الناس، وعولج بالكي في رأسه فزال عنه ما أصابه من الخلل في عقله، والواقع من ذلك كثير. نسأل الله العافية والسلامة.
نشرت في مجلة الدعوة في العدد (1416) بتاريخ 7/ 6 / 1415 هـ
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2215
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[10 - 05 - 03, 02:28 م]ـ
http://207.44.196.190/voice/aljeny5444.ram
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 05 - 03, 01:25 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الله السلفي
ليس فيما ذكرت دليلاً نقطع به بمسألة تلبس الجن بالإنس.
قوله سبحانه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ الآية، يشبه قوله تعالى: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ.
وقوله جل وعلا: فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ، ليس فيه عن أن تلبس الجن هو سبب الصرع! وكذلك كل الأحاديث التي ذكرتها.
ونحن لا ننكر دخول الشيطان لابن آدم والوسوسة له. لكن هل الشيطان يستطيع تسبيب مرض الصرع أم لا؟ هذا هو محور النقاش. ولا يوجد دليل عليه.