< ... كيف يكون إماماً في القراءة، ضعيفاً في الحديث ... >
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[11 - 05 - 03, 03:51 ص]ـ
أيها الأخوة:
قرأت منذ فترة أن البزي راوية ابن كثير مقريء مكة ضعيف في الحديث إمام ثبت في القراءة، ضعفه أبو حاتم والعقيلي وغيرهما ...
فسؤالي من أي جهة ضعف البزي، هل هو من ناحية (حفظه أم ماذا .. ؟)
وكيف يستقيم أن يكون ثبتاً في القراءة ضعيفاً في الحديث، والقراءة سنة؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 05 - 03, 03:58 ص]ـ
ما المشكلة؟ الأعمش كان ثبتاً في الحديث لكن فيه ضعف في القراءة. وهذا عاصم الذي نقرأ اليوم على قراءته، كان ثبتاً في القراءات لكن فيه ضعف في حفظ الحديث.
وهناك من كان فقيهاً، ولم يكن يحفظ الحديث. وكان من العلماء من يحفظ الشعر ويتقن علوم اللغة، وما يستطيع حفظ الحديث. فالأمر موهبة أولاً وكذلك اختصاص.
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[11 - 05 - 03, 04:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل ...
أنا في الحقيقة لا أستنكر وإنما أستفسر.
من أية جهة كان ضعفه في الحديث؟!
وبارك الله فيك.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[11 - 05 - 03, 07:18 ص]ـ
بل إن المحدث أحيانا يكون ثقة في أحاديث شيخ معين وضعيفا إذا روى عن شيخ آخر، أو يكون ثقة في أحاديث أهل بلد معين ضعيفا إذا روى عن أهل بلد آخر.
وهذا يرجع كما ذكر شيخنا محمد الأمين حفظه الله إلى الموهبة والتخصص، فمن العلماء من عرف بطول الملازمة وشدة العناية بفن معين أو مرويات معينة، فبعض الرواة يكون قد لازم شيخا معينا سنين طويلة، ومرويات هذا الشيخ ألف حديث مثلا، فظل يرددها ويسمعها من شيخه مرارا حتى حفظها وأتقنها، بينما شيوخه الآخرون لقيهم في أيام معدودات ولم يعتن بحفظ مروياتهم وإتقانها، وهكذا فيمن يروي قراءة معينة للقرآن ويظل يرددها سنين عديدة حتى يتقنها ويحفظها كما يحفظ اسمه، بينما حفظه للحديث ضعيف لأنه لم يتفرغ لترديده وإتقانه، فعلى سبيل المثال حفص روى القرآن بروايته المعروفة عن شيخه عاصم، وذكر أن عاصما لقنه القرآن كما يلقن الصبي في المكتب (الكُتّاب)، وظل ملازما لشيخه عاصم عشرات السنين، يسمع منه هذه القراءة، ويقرؤها عليه، حتى حفظها وأتقنها، بينما هو ضعيف إذا روى الحديث لأنه لم يكن متفرغا لحفظ الحديث وإتقانه فلا يعتمد على روايته للحديث، بينما هو حجة فيما يرويه من القرآن، هذا تقريب أرجو أن تتضح به المسألة
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[11 - 05 - 03, 01:33 م]ـ
جزيت خيراً يا أبا خالد ... وهذا ما كنت أريد الاستفسار عنه، أنه ضعيف من ناحية الحفظ والاتقان والتفرغ، لأن الإنسان العادي إذا وقعت عينه على هذا التجريح دون أن يعرف تفسيره، سيدخل في متاهة، وسيظن أن التجريح من ناحية أمانته أو صدقه، وسيتساءل كيف نأخذ عنه القراءة ولا نأخذ عنه الحديث؟!
وقبل فترة قرأنا كتاباً فيه سؤال عن البزي وكانت الإجابة مختصرة بأنه ضعيف في الحديث إمام في القراءة، فسألني من كان معي: وكيف ذلك؟! فأجبته أن المسألة قد تكون من ناحية الحفظ والإتقان. وكان علي أن أتأكد، ولذا سألتكم.