تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق مسألة علم الله ... لابن تيمية]

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 03, 05:38 م]ـ

الرجاء من فضلاء شيوخنا في هذا الملتقى المبارك ان يسفروا لنا عن قول اهل الحديث والاثر في المسائل التالية في كلام شيخ الاسلام وبارك الله فيكم ........................... جامع الرسائل

بسم الله الرحمن الرحيم ................ الحمد لله ........

فصل في مسألة العلم

الناس المنتسبون إلى الإسلام في علم الله باعتبار تعلقه بالمستقبل على ثلاثة أقوال

أحدها أنه يعلم المستقبلات بعلم قديم لازم لذاته ولا يتجدد له عند وجود المعلومات نعت ولا صفة وإنما يتجدد مجرد التعلق بين العلم والمعلوم وهذا قول طائفة من الصفاتية من الكلابية والأشعرية ومن وافقهم من الفقهاء والصوفية وأهل الحديث من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وهو قول طوائف من المعتزلة وغيرهم من نفاة الصفات لكن هؤلاء يقولون يعلم المستقبلات ويتجدد التعلق بين العالم والمعلوم لا بين العلم والمعلوم

وقد تنازع الأولون هل له علم واحد أو علوم متعددة على قولين والأول قول الأشعري وأكثر أصحابه والقاضي أبي يعلى وأتباعه ونحو هؤلاء والثاني قول أبي سهل الصعلوكي

والقول الثاني أنه لا يعلم المحدثات إلا بعد حدوثها وهذا أصل قول القدرية الذين يقولون لم يعلم أفعال العباد إلا بعد وجودها وأن الأمر أنف

كتاب رسالة في تحقيق مسألة علم الله، الجزء 1، صفحة 177.

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 03, 05:40 م]ـ

... لم يسبق القد ربشقاوة ولا سعادة وهم غلاة القدرية الذين حدثوا في زمان ابن عمر وتبرأ منهم وقد نص الأئمة كمالك والشافعي وأحمد على تكفير قائل هذه المقالة

لكن القدرية صرحوا بنفي العلم السابق والقدر الماضي في أفعال العباد المأمور بها والمنهي عنها وما يتعلق بذلك من الشقاوة والسعادة ثم منهم من اقتصر على نفي العلم بذلك خاصة وقال إنه قدر الحوادث وعلمها إلا هذا لأن الأمر والنهي مع هذا العلم يتناقض عنده بخلاف ما لا أمر فيه ولا نهي

ومنهم من قال ذلك في عموم المقدرات وقد حكى نحو هذا القول عن عمرو بن عبيد وأمثاله وقد قيل إنه رجع عن ذلك قبل إنكاره لأن كون تبت يدا أبي لهب وتب (سورة المسد 1) كتاب رسالة في تحقيق مسألة علم الله، الجزء 1، صفحة 178.

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 03, 05:43 م]ـ

... و ذرني ومن خلقت وحيدا (سورة المدثر 11) ونحو ذلك في اللوح المحفوظ وأمثال ذلك

والقول الثالث أنه يعلمها قبل حدوثها ويعلمها بعلم آخر حين وجودها وهذا قد حكاه المتكلمون كأبي المعالي عن جهم فقالوا إنه ذهب إلى إثبات علوم حادثة لله تعالى وقال البارىء عالم لنفسه وقد كان في الأزل عالما بنفسه وبما سيكون فإذا خلق العالم وتجددت المعلومات أحدث لنفسه علوما بها يعلم المعلومات الحادثة ثم العلوم تتعاقب حسب تعاقب المعلومات في وقوعها متقدمة عليها أي العلوم متقدمة على الحوادث وذكروا أنه قال إنها في غير محل نظير ما قالت المعتزلة البصرية في الإرادة وهذا القول وإن كان قد احتج عليه بما في القرآن من قوله ليعلم فتلك النصوص لا تدل على هذا القول

فإن هذا القول مضمونة تجدد علم قبل الحدوث والذي في القرآن إنما ذكروا دلالته على ما بعد الوجود وهذا قولان متغايران وإنما يحتج عليه بمثل قوله في حديث أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم وليس

كتاب رسالة في تحقيق مسألة علم الله، الجزء 1، صفحة 179.

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 03, 05:45 م]ـ

وليس هذا بداء يخالف العلم القديم كما قاله بعض غلاة الرافضة وكذلك أبو الحسين البصري قال بإثبات علوم متجددة في ذات الله بحسب تجدد المعلومات وكذلك أبو البركات صاحب المعتبر الإمام في الفلسفة

كتاب رسالة في تحقيق مسألة علم الله، الجزء 1، صفحة 180.

قال بتجدد علوم وإرادات له وذكر أن إلهيته لهذا العالم لا تصح إلا مع هذا القول وكذلك أبو عبدالله الرازي يميل إلى هذا القول في المطالب العالية وغيرها

وأما السمع والبصر والكلام فقد ذكر الحارث المحاسبي عن أهل السنة في تجدد ذلك عند وجود المسموع المرئي قولين

والقول بسمع وبصر قديم يتعلق بها عند وجودها قول ابن كلاب وأتباعه والأشعري والقول بتجدد الإدراك مع قدم الصفة قول طوائف كثيرة كالكرامية وطوائف سواهم والقول بثبوت الإدراك قبل حدوثها وبعد وجودها قول السالمية كأبي الحسن بن سالم وأبي طالب المكي

كتاب رسالة في تحقيق مسألة علم الله، الجزء 1، صفحة 181.

والطوائف الثلاثة تنتسب إلى أئمة السنة كالإمام أحمد وفي أصحابه من قال بالأول ومنهم من قال بالثاني والسالمية تنتسب إليه

وكذلك الإرادة والمشيئة فيها للصفاتية ثلاثة أقوال

أحدها أنها ليست إلا قديمة وهو قول ابن كلاب والأشعري وأتباعهما

الثاني أنها ليست إلا حادثة والفرق بين هذا وبين قول المعتزلة البصرية أن المعتزلة يقولون بحدوثها لا في محل لامتناع كونه محلا للحوادث عندهم وهؤلاء يقولون تقوم بذاته كما يقوم الكلام بذاته

والثالث أنها قديمة وحادثة وهو قول طوائف من الكرامية وأهل الحديث والصوفية وغيرهم وكذلك يقول هؤلاء إنه يوصف بأنه متكلم في الأزل وأنه يتكلم إذا شاء كما صرح بذلك الأئمة كالإمام أحمد وغيره

لكن في تحقيق ذلك نزاع بين المتأخرين فقيل القديم هو القدرة على الكلام كما قالت الكرامية وقيل بل القولان متضادان كما ذكر أبو بكر عبدالعزيز وعبدالله بن حامد عن أصحاب أحمد ... كتاب رسالة في تحقيق مسألة علم الله، الجزء 1، صفحة 182.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير