[أريد رأيكم في هذه الرواية - يستدل بها أحد الروافض]
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[13 - 05 - 03, 06:20 م]ـ
قال الطبري:
قال زياد بن عبد الله،عن عوانة، وذكر نحو حديث المسروقي، عن عثمان بن عبد الرحمن هذا، وزاد فيه: وكتب الحسن إلى معاوية في الصلح، وطلب الأمان، وقال الحسن للحسين ولعبد الله بن جعفر: إني قد كتبت إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان، فقال له الحسين: نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية، وتكذب أحدوثة علي! فقال له الحسن: اسكت أنا أعلم بالأمر منك. فلما انتهى كتاب الحسن بن علي عليه السلام إلى معاوية، أرسل معاوية عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة، فقدما المدائن، وأعطيا الحسن ما أراد، فكتب الحسن إلى قيس بن سعد، وهو على مقدمته في اثني عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية، فقام قيس بن سعد في الناس فقال: يأيها الناس، اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة، أو القتال مع غير إمام، قالوا: لا، بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلالة.
فبايعوا لمعاوية، وانصرف عنهم قيس بن سعد، وقد كان صالح الحسن معاوية على أن جعل له في بيت ماله وخراج دارابجرد على ألا يشتم علي وهو يسمع. فأخذ ما في بيت مال الكوفة، وكان فيه خمسة ألاف ألف.
رجال الإسناد:
1 - زياد بن عبد الله: قال محمد بن عقبة السدوسي، عن وكيع بن الجراح: هو أشرف من أن يكذب.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ليس به بأس، حديثه حديث أهل الصدق.
وقال أبو داود: سمعت يحيي بن معين يقول: زياد البكائي في ابن اسحاق ثقة، كأنه يضعفه في غيره.
وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
أقول: هناك بعض أهل العلم ممن ضعف زياد هذا:
النسائي: ضعيف، وفي موضع آخر: ليس بالقوي.
وقد ذكره ابن حبان في المجروحين والعقيلي في الضعفاء.
يقول الدكتور بشار محقق كتاب تهذيب الكمال تعليقا على ذلك: وهو كما قالوا: أثبت من روى في المغازي، عن ابن اسحاق، ومن روايته اختصرها ابن هشام وتلقاها الناس بالقبول. (تهذيب الكمال 2038).
2 - موسى بن عبد الرحمن المسروقي:
قال النسائي: ثقة، وقال في موضع آخر: لا بأس به.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب عنه أبي قديما، وكتبت عنه معه أخيرا، وهو صدوق، ثقة.
وذكره ابن حبان في الثقات.
قال الذهبي في الكاشف: ثقة، وكذلك قال ابن حجر في التقريب. (تهذيب الكمال).
3 - عثمان بن عبد الرحمن الحراني:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين أنه قال: عثمان بن عبد الرحمن التميمي ثقة. قال: وسألت أبي عنه، فقال: صدوق، وأنكر على البخاري إدخاله في كتاب الضعفاء يشبه بقية روايته عن الضعفاء.
وقال أبو أحمد عن عدي: سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق، وقال: لا بأس به متعبد، ويحدث عن قوم مجاهيل بالمناكير.
وذكره ابن شاهين في كتاب الثقات وقال: ثقة ثقة إلا أنه كان يروي عن الضعاف، والأقوياء وقال ابن حجر في التهذيب: قال ابن أبي عاصم صدوق اللسان.
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسبب ذلك. (تهذيب الكمال 4429).
4 - عوانة: عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الأخباري المشهور الكوفي. يقال كان أبوه عبدا خياطا وأمه أمة وهو كثير الرواية عن التابعين قل أن روى حديثا مسندا، وأكثر المدايني عنه، وقد روى عن عبد الله بن المعتز بن الحسن بن عليل العنزي عن عوانة بن الحكم أنه كان عثمانيا فكان يضع الأخبار لبني أمية. (لسان الميزان 1167).
أقول: كونه عثمانيا لا يضر به، فهو مقبول الرواية عند أهل السنة، أضف إلى هذا أن الذهبي قال عنه: كان صدوقا في نقله. (سير أعلام النبلاء 7/ 201).
ومن هنا نستخلص أن الرجل صدوق، ولا يضره كونه عثماني.
بقي الآن أمر واحد، وهو حال إسمعيل بن راشد.
أقول: هناك طرق عدة نستطيع الوصول إلى وثاقة الرجل أو على الأقل إلى حسن روايته، وارتقائها، لكن قبل ذلك دعونا نرى حال الرجل كما ذكره أهل العلم:
التاريخ الكبير للبخاري 1114: اسمعيل بن راشد السلمي هو اسمعيل بن راشد بن أبي اسمعيل الكوفي أخو محمد سمع سعيد بن جبير روى عنه حصين، قال أبو نعيم ولدوا هؤلاء في بطن واحد اسمعيل وعمر ومحمد وآخر أيضا.
الجرح والتعديل 567: اسمعيل بن راشد السلمي أخو محمد بن أبي اسماعيل روى عن سعيد بن جبير روى عنه حصين بن عبد الرحمن يعد في الكوفيين.
التاريخ ليحيي بن معين 2940: اسماعيل بن راشد، أخو محمد بن أبي اسماعيل، واسماعيل بن راشد يروي عن حصين وغيره. ومحمد بن أبي اسماعيل يروي عنه حفص بن غياث، ويروي عنه يعلى.
أقول: وقد راجعت كتب الجرح أمثال كتاب الضعفاء للعقيلي وكتابي الذهبي المغني وميزان الاعتدال ولم أقف على أي قدح في الرجل.
والرجل (اسماعيل بن راشد) قد روى عنه حصين بن عبد الرحمن السلمي، فتعالوا قبل أن نحكم على الرجل لنرى حال هذا الرواي عنه:
حصين بن عبد الرحمن السلمي: حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن أحمد بن حنبل قال: حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث. حدثنا عبد الرحمن ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين قال: حصين بن عبد الرحمن ثقة. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول: حصين بن عبد الرحمن ثقة في الحديث وفي آخر عمره ساء حفظه، صدوق. أخبرنا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن حصين بن عبد الرحمن فقال: ثقة. قلت: يحتج بحديثه؟ قال: أي والله. (الجرح والتعديل 837)، وفي التهذيب: قال ابن معين: ثقة وقال العجلي ثقة، وقال ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات.
بقي الآن أن نقف على قاعدة عامة، وهي ما يذكره الإمامان إبو حاتم، وأبو زرعة:
حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه.
حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: أي لعمري.
أقول: وقد اتضح لنا أن حصين من الثقات، وقد روى عن اسماعيل بن راشد، ولم يرد فيه قدح، فمن هنا استطعنا الحكم بوثاقة الرجل، ولا أقل حسنه.
¥