تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمر الإسلام بحفظ الفرج والإستعفاف، قال تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ .. وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وقد جعل جزاء حفظ الفرج واللسان الجنة فقال صلى الله عليه وسلم: {من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة}، وأرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم الشباب إلى الصوم ليكون عوناً لهم على كبح جماح النفس. وقد جاء في حديث الإسراء والمعراج الترهيب من الزنا وذكر عقوبته، فذكر فيه: { ... فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التُّنُورِ، أَعْلاَهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ، يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَاراً، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ .... وَالَّذِى رَأَيْتَهُ فِى الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ}.

المسألة الثالثة: تشريع حدود الزنا والقذف:

ومن الوسائل الفعالة في مكافحة جريمة الزنا والقذف وبالتالى المحافظة على عرض المرأة وشرفها هي تشريع الحدود، فلو طبقت حدود الله كما شرعها لم يغامر شاب بإحتمال الجلد والتغريب للإيقاع بفتاة ولم يغامر محصن بحياته لشهوة عابرة ولم تغامر امرأة بسمعتها وشهود أهلها جلدها أو رجمها على ملأ من الناس لأجل رجل مهما كان، فالله تعالى خلق الداء وجعل له الدواء الناجع، فإن طبقوا هذه الحدود على أول أشخاص لردع ذلك الباقين ولساد النظام والأمن بلاد المسلمين والناس أجمعين ولأمنت المرأة على نفسها ولم يطاردها شبح الزنا والإغتصاب، قال تعالى في حد الزنا: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}، وجاء في السنة المطهرة رجم الزاني والزانية المحصنين – كما في قصة ماعز والغامدية. وقد شرع الله تعالى حد القذف حفاظاً على عرض المرأة أن تتناوله الألسنة بالقذف والبهتان والظلم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، والحمد لله.

المسألة الرابعة: تحريم الموسيقى والخمر والصور والغناء الفاحش والرقص:

ولمزيد من الحصانة حرّم الإسلام أيضاً كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الزنا أو الوقوع في شراك الهوى والحب الذي هو اسم آخر للزنا ومقدماته، إذ أي هوى هذا الذي يكون بين الأجانب والأجنبيات؟!؟ .. بل هو مرض إنتشر بين المسلمين من قبل السموم التي يرسلها اليهود والكفار عبر وسائل الإعلام لتنتشر في جسم الأمة الإسلامية فتوهن وتزيغ كما زاغوا حسداً من عند أنفسهم والله المستعان، فحرّم الموسقى والغناء الفاحش اللذين هما رقية الزنا وبريده وهذه هي الحقيقة التي ينكرها أو يتجاهلها معظم الخلق مع وضوحها وضوح الشمس وثباتها بالأدلة القاطعة، قال صلى الله عليه وسلم: {ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليه بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا. فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة}، وفيه أيضاً دليل تحريم الخمر وإن كان ذلك مذكور في القرآن بتفصيل أكثر، وحُرِّمت صور ذوات الأرواح لما من شأنها الإيقاع في هواها والتعلق بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون}، ولا شك أن رقص النساء أمام الرجال لا يقبله أحد إذ ذلك اسوأ من الغناء والخمر، أن تهز المرأة جسمها دون حياء أمام الرجال لتفتنهم وتثير غرائزهم ثم بعد ذلك تتوقع أن يُصان عرضها!!، فلا أظن أحد من العلماء يجيز مثل هذا والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير