[الأحاديث الواردة في فضل سورة الدخان ضعيفة.]
ـ[الظافر]ــــــــ[16 - 05 - 03, 12:40 ص]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العوان حفظه الله
سمعت في الإذاعة حديثاً منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك!!! فماهي درجة هذا الحديث؟
الجواب: هذا الحديث منكر ولا يصح في الباب شيء وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 248) وقال تفرد به عمر بن راشد وهو وهم صوابه عمر بن عبد الله.
والخبر رواه الترمذي في جامعه (2888) وابن عدي في الكامل (5/ 1720) من طريق زيد بن الحباب عن عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الترمذي رحمه الله. هذا الحديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعمر بن أبي خثعم يضعف، قال محمد: هو منكر الحديث)).
وقال أبو زرعة: واهي الحديث حدّث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمس مئة حديث لأفسدتها.
وروى الترمذي (2889) وأبو يعلى في مسنده (6224) من طريق هشام أبي المقدام عن الحسن البصري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم (من قرأ حم الدّخان في ليلة الجمعة غفر له).
وهذا الإسناد معلول بعلتين:
الأولى: هشام بن زياد أبو المقدام. ليس بشيء قاله النسائي وغيره.
وقال ابن حبان في كتابه المجروحين (3/ 88) هشام بن زياد كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات والمقلوبات عن الأثبات حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها. لا يجوز الاحتجاج به.
الثانية: الانقطاع فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد قال الإمام أبو زرعة رحمه الله. لم يسمع الحسن من أبي هريرة ولم يره فقيل: فمنْ قال حدّثنا؟ قال يخطىء.
وقال الترمذي رحمه الله عقيب هذا الحديث. لم يسمع الحسن من أبي هريرة هكذا قال أيّوب ويونس بن عُبيد وعليّ بن زيد.
والخبر أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247) وقال هذا الحديث من جميع طرقه باطل لا أصل له.