وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا الْحَدِيث يَحْتَمِل النَّهْي عَنْ هَذَا الْخَطّ، إِذَا كَانَ عَلَمًا لِنُبُوَّةِ ذَلِكَ النَّبِيّ، وَقَدْ اِنْقَطَعَتْ فَنُهِينَا عَنْ تَعَاطِي ذَلِكَ، قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: الْمُخْتَار أَنَّ مَعْنَاهُ مَنْ وَافَقَ خَطّه فَذَاكَ الَّذِي يَجِدُونَ إِصَابَته فِيمَا يَقُول لا أَنَّهُ أَبَاحَ ذَلِكَ لِفَاعِلِهِ. قَالَ: وَيَحْتَمِل أَنَّ هَذَا نُسِخَ فِي شَرْعنَا فَحَصَلَ مِنْ مَجْمُوع كَلَام الْعُلَمَاء فِيهِ الِاتِّفَاق عَلَى النَّهْي عَنْهُ الْآن. اِنْتَهَى.
قلت: الغيب لا يعلمه إلا الله فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلا اللَّهُ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
.
والله تعالى أطلع من شاء من أنبيائه ورسله بأشياء هي لنا في علم الغيب، فهو إذن من الله تعالى لهم.
فقد أطلع نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام {وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
والخط ضرب من الغيب من قال فيه من لدن نفسه يكفر وتصديقه حرام قطعًا.
وقد أطلع الله نبيًا له بذلك فكان يخط بإذن الله تعالى. فمن وافق خطه خط ذلك النبي عليه السلام فذلك، غير أن الوصول إلى موافقته ليس لنا إليه سبيل.
وعليه فأي متكلم في الخط الآن يقول ما لا علم له به في شأن الغيب فلا يكون كلامه إلا كفرًا. وتصديقه حرام قطعًا.
وقال لي أحد الأخوة: إن النصارى تعتمد على هذا الحديث في التشكيك في أمر الإسلام.
فأقول: إن هؤلاء الخنازير لا يجدون إلا الكلام في التكاليف، وكلما يأتوا بكلام ينقض بفضل الله تعالى {والله غالب}.
أما نحن إذ ننقض دينهم ننقضه في ذات المكلِف. وهو الإله عندهم أنى يكون ثلاثة.
ونسألهم سؤالاً. هل ذات الآب هي ذات الابن أم ذاتين مختلفين.
كما نسألهم ألستم تؤمنوا بموسى
هل ذات الإله الذي أرسل موسى هو ذات عيسى الطفل الذي تحمله أمه على ذراعيها كما تصورونه في صوركم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 05 - 09, 04:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا