تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يبدأ كتاب الأخبار الطوال بالحديث عن أولا آدم عليه السلام وأنهم تفرقوا في الأرض بعد أن كثروا ووقع بينهم التنازع، ثم يذكر الأنبياء إلى إسماعيل عليه السلام، بإشارات موجزة، ثم يدخل في التاريخ الإسلامي الفارسي، فيؤرخ لملوكهم ويذكر من كان يعاصرهم في جزيرة العرب، وفي بلاد الروم خاصة الإسكندر الروماني، ويسترسل في التاريخ الفارسي ويورد معلومات مفصلة وواسعة عن التاريخ الفارسي إذا قورنت مع ما يورده بقية المؤرخين المسلمين، وهو يذكر لنا تاريخ المناطق المجاورة من خلال هذا التاريخ، ويشير إشارة موجزة في أسطر إلى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعثته وعدد سنوات لبثه في مكة والمدينة ثم وفاته.

ثم لا يذكر شيئاً من تاريخ الخلفاء الراشدين، ولا الأحداث الداخلية في جزيرة العرب مثل حروب الردة، وإنما يذكر الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس دون غيرها من الفتوحات في الشام ومصر والمغرب، ويتتبع الأحداث في بلاد الفرس حتى سقوط آخر ملوكهم (يزدجرد) ومقتله في سنة 30هـ.

وبعد ذلك يلتفت للأحداث والفتن المؤلمة التي وقعت بين المسلمين، فيتتبعها بنفس طويل، وتفصيل عجيب، فيذكر مقتل عثمان، وبيعة علي بن أبي طالب في إشارة موجزة، ثم يفصل في معركة الجمل، وصفين، وظهور الخوارج، ومقتل علي على أيديهم، وبيعة الحسن، ومقتل الحسن، ويفصل في ذلك تفصيلاً دقيقاً.

ثم يتعرض للحديث عن دعوة عبد الله بن الزبير، وفتنة المختار بن أبي عبيد، وثورة ابن الأشعث، وثورات الخوارج المتعددة، ودور المهلب بن أبي صفرة في حربهم، ويذكر الخلفاء الأمويين من خلال الأحداث الداخلية في الدولة الإسلامية، ثم يؤرخ لظهور الدعوة العباسية وتعاظمها حتى سقوط الدولة الأموية، ثم يؤرخ للخلفاء العباسيين حتى وفاة المعتصم بن الرشيد سنة 227هـ، ويقف عند هذا التاريخ مع أنه قد عاش إلى سنة 282هـ.

وموارد أبي حنيفة الدينوري في كتابه هذا غير واضحة كثيراً لأنه لا يستعمل الإسناد، ولا ينص على غالب مصادره، وإنما قال في أول كتابه، وجدت في كتب أهل العلم بالأخبار الأولى. ثم يسرد الكتاب في أسلوب قصصي متماسك وعبارة واضحة. وعند بداية كل موضوع جديد يستعمل كلمة (قالوا) أي أهل العلم اللذين وجد هذه الأخبار في كتبهم.

وأشار إشارات بسيطة إلى أسماء بعض من أخذ عنهم، فأشار إلى عبيد بن شرية الجرهمي، صاحب كتاب الملوك وأخبار الماضين بقوله: (وذكر عن ابن الشرية)، وأشار إلى عالم نسابة هو ابن الكيس النمري. بقوله: (وذكر عن ابن الكيس النمري أنه قال) كما نقل عن الكلبي، وعن الأصمعي، وعن الشعبي وأكثر من صرح بالنقل عنه الهيثم بن عدي، فقد صرح باسمه في عشرة مواضع وتعليقاته على الأخبار التي يسوقها قليلة جداً وترجيحه وموازنته بين الأخبار معدوم.

وهو يكتفي بذكر رواية واحدة يختارها ولا يشير إلى خلافها، ولذلك وقع في بعض الأخطاء مثل قوله: (إن الإسكندر الروماني هو ذو القرنين الرجل الصالح الذي ذكر الله قصته في القرآن الكريم، ومثل قوله: إن شعيباً صاحب موسى هو شعيب النبي، ولم يذكر الخلاف في ذلك مع أن الراجح تغاير شخصيتيهما، وكذلك قوله: إن الذي صلبه اليهود والقي شبه عيسى عليه هو يحيى بن زكريا النبي).

وبعض الأخبار يجتزؤها ثم يقول: إن ذلك حديث مشهور، وفي أخبار الأنبياء، يحيل على الآيات القرآنية ولا يورد نصها ويستشهد بالأشعار كثيراً.

ويذكر في بعض السنوات أسماء من توفي فيها، وفي خلافه هارون الرشيد، خرج على القاعدة التي سار عليها في ترتيب كتابه، فساق أحداث خلافته على أساس الترتيب الحولي، فيذكر ما صار في كل سنة، ويحدد غالباً عندما يذكر وفاة أحمد الخلفاء، وخاصة العباسيين مدة خلافته، وتاريخ ولادته وعمره.

وطريقة الدينوري هي انتقاء بعض الأحداث، وبعض الروايات التي تخدم اتجاهه، والتركيز عليها ومتابعتها حتى تنتهي، وخاصة في تاريخ الدولة الإسلامية، ولذلك سمى كتابه الأخبار الطوال، فهو مجموعة أخبار منتقاة لا تاريخ شامل، كما أنه يمثل الأخباريين الذين يكثر في كلامهم الخلط والتزيد على أصول الحوادث والأخبار مع عدم تحقيق أو ذكر الإسناد على الأقل، لتتضح الرؤية للناقد والمحقق بعدهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير