[منهج حفظ السنة النبوية]
ـ[كرم]ــــــــ[18 - 05 - 03, 01:17 ص]ـ
لقد كثر طرح موضوع حفظ السنة النبوية في هذه الأيام بكثرة ورغبة في تأصيل منهج حفظ سنة نبينا عليه الصلاة والسلام فإني أدعوا جميع الأخوة المشاركين في الملتقى للكتابة في هذا الموضوع أو جمع ماكتب فيه ثم بعد ذلك يتم كتابة منهج مقترح لحفظ السنة ويعمم على جميع بلدان الإسلام
وأبدا الموضوع بوضع محاور يدور حولها النقاش والجمع
1 - ماهو منهج السلف في حفظ السنة (وذلك من خلال تتبع لماكان السلف يحفظونه من متون وكتب في السنة ومن أهم المراجع في ذلك كتب المشيخات والتراجم
2 - هل لابد من حفظ القرآن قبل حفظ السنة
3 - طرق مقترحة ومجربة في حفظ متون الأحاديث
4 - مراحل الحفظ بماذا يبدأ الحفظ أي ماهي الكتب التي تحفظ أولاً مع أهمية ذكر مميزات كل كتاب يتم ترشيحة للحفظ ومن رشحة من السلف5 - هل يكتفى بالحفظ بأحاديث الأحكام فقط وثم يتم قراءة الكتب الستة قراءة بحث وتصحيح أو لابد من حفظ الكتب الستة
6 - هل من الأفضل ربط الطالب بكتاب يحفظه أم يتم اختيار مجموعة أحاديث من عدة كتب
7 - ماهو الأفضل الحفظ على طريقة المسانيد أو يحفظ الكتب المرتبة على الأبواب مثل الجوامع والسنن
8 - ماهي إيجابيات المنهج الذي وضعه الشيخ يحي اليحي حفظه الله وماخي سلبياتة وللحديث بقية وأرجو التفاعل مع الموضوع
و السلام
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[18 - 05 - 03, 09:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمح لي أخي الكريم أن اذكر ما يسنح به البال.
1 - أما عن مسألة طرق السلف في الحفظ وماذا كانوا يحفظون، فإنها مختلفة، وكنت قد أشر ت في مقال سابق إلى مسألة مهمة نقلتها من مقال للشيخ محمد الدويش من مجلة البيان بعنوان نعم للمنهجية ولكن- فراجع مقال الشيخ فإنه مفيد-، و الذي وضح فيه أن مسألة المنهج الذي يسلكه طالب العلم في طلبه هو منهج ليس بالتوقيفي ولكنه اجتهادي، فما قد يصلح لزيد قد لا يصلح لعمرو وعندما يذكر بعض أهل العلم منهجية في الطلب، فإنما يحكون طريقة جربوها مع أنفسهم أو عايشوها فآتت ثمارها، ولكن هذا لا يعني أن يتصف الإنسان بالكبر و لا يستفيد من تلك التجارب إذ هناك قواعد دل الشرع عليها في المنهجية وهناك قواعد اتفق عليها العقلاء ومن مسلمات المنطق، كأن يبدأ بالأهم فالأهم و الأسهل فالأسهل، و أن لا يكلف نفسه فوق طاقته (أعني طاقته الحقيقية لا ما قد يعتقد في نفسه من خور وضعف)، وغيرها كثير جمعتها في أحد البحوث، وإن أحببت أن تتطلع على نماذج من طرق حفظ السلف فإني أحيلك على بعض الكتب: مثل نزهة الفضلاء و المختار المصون لمحمد موسى الشريف بالاستعانة بفهارسهما الموضوعية الطيبة، والحث على حفظ العلم للعسكري وابن الجوزي وكلمات لابن الجوزي في ذلك قيمة في صيد خاطره، و إرشاد المتعلم للزرنوجي و الجامع لابن عبد البر و التذكرة لابن جماعة و غيرها كثير، ونجد أن أهل العلم قد بينوا أن من أهم ما يحفظ من السنة هو أحاديث الأحكام (وقد سبق افراد موضوع في المنتدى عن كتب أحاديث الأحكام) و انظر في ذلك كتاب الصنعاني (ارشاد النقاد بتيسير الاجتهاد) و مقدمة البلوغ ومن شرحها، ولكن هذا لايعني اهمال غيرها من الأحاديث، خاصة لمن علت همته، فمثلا قد ذُكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه كان قد حفظ الجامع للصحيحين للحميدي مع استحضار معظم الأحاديث في بقية الكتب الحديثية وهناك من حفظ أكثر كالإمام أحمد (ألف ألف حديث كما قال أبو زرعة) وقس على هذا، و انظر كذلك كتاب الشوكاني أدب الطلب و الذي بين فيه ما على كل طبقة من طبقات المتعلمين الأربعة الإلمام به من العلوم.
2 - أما عن حفظ القرآن فإنه من أهم المهمات لطالب العلم، أما عن جواز تقديم السنة على حفظ القرآن فلا شك في جواز ذلك من الناحية الشرعية، و لكنه من الناحية المنهجية (و أعني المنهجية المتفق عليها و التي سبق الإشارة إليها) فإنه من الضروري حفظ القرآن، فإنه من أعظم المنن التي يمن بها الله على عبده، ولا يخفاك الأجر الكريم في ذلك، بل التيسير الذ يكون له بعد حفظه لكتا الله لبقية العلوم، و يرى بعض أهل العلم من مشايخنا أن الإنسان إذا رأى أن حفظ القرآن سوف يطول معه بشكل كبير (مثلا أكثر من سنة) فإنه من الجيد أنه يجعل شيء من العلوم و المتون الأخرىالبسيطة مخالط له، ولا يشرع في متن مطول مع القرآن.
أما عن بقية النقاط فاسمح لي أن أحيلك على شريط الشيخ اليحيى بعنوان (فاحفظ فكل حافظ امام) في إذاعة طريق الإسلام، وشريط للمنجد (حفظ العلم)، و موقع الشيخ اليحيى على الشبكة - حفظه الله و الذي أنصح الأخوة بشدة أن يستفيدوا من هذا الشيخ الكريم عالي الهمة و معلي الهمم - ولقد جرب الكثير ممن أعرف دورات الشيخ فكانت سبب لتغير كبير في حياتهم ليس من حفظ الحديث فقط، بل بعلو الهمة و اكتشاف الطاقات التي يتمتع بها الإنسان و هو في غفلة عنها و غيرها كثير، أما عن سلبياتها، فإن سلبيتها فهي من ناحية الطالب نفسه إذا لم يتعاهد محفوظه بشكل دائم، وهذا هو الحال في جميع المحفوظات.
مع النصح أخيرا أن يطلب الطالب العلم على مشايخ مربين يعرفون كيف يوحهون الطالب إلى ماينفعه، وعدم السير كل يوم مع الرأي الشخصي والهوى، فكما قال ابن بدران في المدخل: كم طالب للعلم يجلس السنين الطويلة في الطلب و لا يحصل ما حصل م البعض في السنين القليلة من العلم وكل ذلك لغياب المنهجية.
و أخيرا، اعذرني أخي الكريم على التطويل، فالمسألة ذات شجون وفروع، والله ولي التوفيق و التسديد.
¥