[حين حضرتهم الوفاة .....]
ـ[الظافر]ــــــــ[19 - 05 - 03, 06:36 م]ـ
الحمد لله الواحد العلام و على النبي الكريم الصلاة و السلام أما بعد ..
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت ..
جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا ...
وفاة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة، كان المرض قد إشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه، و بلغ منهم القلق مبلغه، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى أن يكون أبوبكر إماما لهم، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة.
و في فجر ذلك اليوم و أبوبكر يصلي بالمسلمين، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة، فتبسم مما رآه منهم فظن أبوبكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج للصلاة، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسول الله إلى حجرته، و فرح الناس بذلك أشد الفرح، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفاق من وجعه، و إستبشروا بذلك خيرا ...
و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا فاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله، فضحكت ... و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه وسلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالت فاطمة: واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا: لا كرب على أبيك بعد اليوم و أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته: الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم .... الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم .... و كرر ذلك مرارا .... و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك، فنظر إليه رسول الله، قالت عائشة: آخذه لك .. ؟، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالت عائشة: ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ... و جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول: لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ... و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ... و تحركت شفتاه قائلا: .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى ... اللهم الرفيق الأعلى ... اللهم الرفيق الأعلى و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.
وفاة النبي ولها اثر عجيب في القلب لحظات وفاة النبي قبل الوفاة كانت اخر حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً) فبكى ابو بكر الصديق صلى الله عليه وسلم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال: هذا نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورجع الرسول من حجة الوداع وقل الوفاة بتسعة ايام نزلت اخر آية في القرآن (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال اريد ان ازور شهداء احد فراح لشهداء احد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء احد انت السابقون ونحن انشالله بكم لاحقون واني بكم انشالله لاحق. وهو راجع بكى الرسول فقالوا ما يبكيك يا رسول الله
قال: اشتقت لأخواني
قالوا: اولسنا اخوانك يا رسول الله
قال: لا انتم اصحابي اما اخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.
¥