تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هم أهل الحديث؟]

ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 05 - 03, 09:55 م]ـ

الطائفة المنصورة

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم تعال صلي لنا، فيقول: لا إن بعضكم إلى بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة) رواه مسلم

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضربهم من خالفهم حتى تأتي الساعة و هم إلى ذلك) رواه مسلم

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى عليه وسلم (لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصبة من المسلمين حتى تقوم الساعة) رواه مسلم

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) رواه مسلم

وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل أخرهم المسيح الدجال) صحيح رواه أحمد وأبو داود وانظر الصحيحة 4/ 602

وعن سلمة بن نفيل الكندي رضي الله عنه قال: (كنت جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل، يا رسول الله أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وقالوا لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال: كذبوا، الآن جاء دور القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله قلوب أقوام، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة، وهو يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث، وأنتم تتبعوني أفنادا، يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين بالشام) صحيح رواه الأمام أحمد والنسائي وحسنه الألباني في الصحيحة 4/ 603

قال الأمام النووي رحمه الله ( .. وأما هذه الطائفة، فقال البخاري هم أهل العلم، وقال الأمام أجمد ابن حنبل ان لم يكون أهل الحديث فلا أدري من هم، قال القاضي عياض، إنما أراد أجمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث، قلت: ويحتمل ان هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وأمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين،بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض) صحيح مسلم بشرح النووي 13/ 67

وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث والعلم، ولكن يشكل على ذلك،الأحاديث التي صرحت بأن القتال صفة من صفات تلك الطائفة، ولذا قال النووي بعد أن ذكر قول البخاري وأحمد بن حنبل في أن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث، قال:ويحتمل أن هذه الطائفة مفترقة بين أنواع المؤمنين .. الخ كلامه

وليس مراد أولئك الأمة الأعلام من قولهم إن الطائفة المنصورة هم أهل الحديث، ما يفهمه كثير من الناس اليوم أنه علم الحديث، أو ما أسماه العلماء علم الحديث –والذي يعرف به صحيح الحديث من سقيمة –فإن هذا العلم لم يكن معروفا بالصورة التي عليها الآن في أيام الصحابة والتابعين وحتى تابعي التابعين، ومع هذا كانوا من الطائفة المنصورة قطعا. وإنما المراد من ذلك السنة التي أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمسك بها) والدين الذي أمرنا أن نثبت عليه حتى نلقى الله

فكل من تمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وعض عليها بالنواجذ فهو من الطائفة المنصورة وإن لم يكن يعرف مصطلح الحديث على الإطلاق. ويتضح من الأحاديث الصحيحة أن الطائفة المنصورة لابد أن تصف بصفات من أبرزها: العلم والجهاد .. القتال

يقول محمد عبد الهادي المصري في كتابه معالم الانطلاقة الكبرى صـ52 (الطائفة المنصورة المذكورة في الأحاديث هي طائفة مجاهدة من أهل السنة، تجتمع فيها أسباب النصر المعنوية والمادية التي خلها الله عز وجل،من علم صحيح، وسلوك مستقيم مع سنن الله في كونه وأخذ بالمقدمات التي جعلها الله وسيلة موصلة إلى نتائجها المرجوة، وإلا فإن مجرد الإيمان والالتزام بعقائد أهل السنة دون الأخذ بأسباب النصر، ومقدماته المادية، ودون الالتزام بسنن الله الكونية الصارمة –التي لا تحابي أحدا على حساب أحد –لا يضمن النصر ولا يكفل الظهور والتمكين في الأرض الذي وعد الله به عباده المخلصين

ولذا رأينا شيخ الإسلام أبن تيمة رحمه الله يصف أهل الشام الذين قاتلوا التتار بأنهم من أحق الناس دخولا في الطائفة المنصورة، فأنظر إليه وهو يقول (أما الطائفة بالشام ومصر ونحوهما فهم في هذا الوقت المقاتلون عن دين الإسلام، وهم من أحق الناس دخولا في الطائفة المنصورة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم،بقوله في الأحاديث الصحيحة المستضيفة عنه: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة) وفي رواية لمسلم: لا يزال أهل المغرب) مجموع الفتاوى 28/ 531

وإننا نقول كما قال أبن تيمية رحمه الله منذ سبعة قرون:إن المنافحين اليوم عن دين الله بدمائهم وأشلائهم والباذلين لمهجهم وأرواحهم،المتمسكين بهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، هم من أحق الناس دخولا في الطائفة المنصورة، وأكثرها فرحا ببشارة نبيهم صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا أنهم على الحق، فلا يضرهم بعد ذلك من خذلهم من الناس، فهم صابرون ثابتون حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك


منقول

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير