3 - أن الأسلوب الثالث (الذي تؤخذ فيه البذرتان الذكرية والأنثوية من رجل وامرأة زوجين أحدهما للآخر ويتم تلقيحهما خارجاً في أنبوب اختبار ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة) هو أسلوب مقبول مبدئياًّ في ذاته بالنظر الشرعي، لكنه غير سليم تماماً من موجبات الشك فيما يستلزمه ويحيط به من ملابسات. فينبغي ألا يلجأ إليه إلا في حالات الضرورة القصوى وبعد أن تتوفر الشرائط العامة الآنفة الذكر.
4 - وفي حالتي الجواز الإثنتين يقرِّر المجمع أنَّ نسب المولود يثبت من الزوجين مصدري البذرتين ويتبع الميراث والحقوق الأخرى ثبوت النسب. فحين يثبت نسب المولود من الرجل والمرأة يثبت الإرث وغيره من الأحكام بين الولد وبين من الحتق نسبه به.
5 - أما الأساليب الأربعة الأخرى من أساليب التلقيح الاصطناعي بالطريقين الداخلي والخارجي مما سبق بيانه فجميعها محرَّمة في الشرع الإسلامي، لا مجال لإباحة شيء منها، لأن البذرتين الذكرية والأنثوية فيها ليستا من زوجين، أو لأن المتطوعة بالحمل هي أجنبية عن الزوجين مصدر البذرتين.
هذا، ونظراً لما في التلقيح الاصطناعي بوجه عام من ملابسات حتى في الصورتين الجائزتين شرعاً، ومن احتمال اختلاط النطف أو اللقائح في أوعية الاختبارات ولا سيما إذا كثرت ممارسته وشاعت، فإنَّ مجلس المجمع ينصح الحريصين على دينهم أن لا يلجؤوا إلى ممارسته إلا في حالة الضرورة القصوى وبمنتهى الاحتياط والحذر من اختلاط النطف أو اللقائح.
هذا ما ظهر لمجلس المجمع الفقهي في هذه القضية ذات الحساسية الدينية القوية من قضايا الساعة، ويرجو الله أن يكون صواباً، والله سبحانه أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل وولي التوفيق.
وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[توقيع] [توقيع]
رئيس مجلس المجمع الفقهي نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز د. عبد الله عمر نصيف
(متوقف في الأولى والثالثة، أما بقية
الصور الأربعة فلا خلاف في تحريمها)
الأعضاء:محمد صالح بن عثيمين /محمد بن جبير /عبد الله العبد الرحمن البسام /صالح بن فوزان الفوزان /محمد بن عبد الله السبيل (متوقف في جواز الأسلوب الثالث) / مصطفى أحمد الزرقاء /محمد محمود الصواف /محمد رشيد قباني /محمد الشاذلي النيفر /أبو بكر جومي /د. أحمد فهمي أبوسنة (أوافق على الحالة الأولى دون غيرها) /محمد الحبيب بن الخوجة /بكر أبو زيد (متوقف) /مبروك بن مسعود العوادي (متوقف في جميع الصور) / محمد بن سالم عبد الودود / د. طلال عمر با فقيه [توقيع مقرر المجمع الفقهي الإسلامي]
وقد تخلف عن الحضور في هذه الدورة كل من: فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، ومعالي الدكتور محمد رشيدي، وفضيلة الشيخ عبد القدوس الهاشمي، ومعالي اللواء الركن محمود شيت خطاب، وفضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف، وفضيلة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي.
ـ[موسى بن محمد أبو حسان]ــــــــ[26 - 05 - 08, 09:17 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا