تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما ما حصل في موقعة الجمل وصفين فإن الوعيد لا يشملهم لأنهم كانوا مجتهدين متأولين، وإن كانوا مخطئين فإن المجتهد المخطئ مغفور له خطؤه (19). قال النووي رحمه الله (20): (واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي اللَّه عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد، ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم، والإِمساك عما شجر بينهم، وتأويل قتالهم، وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا، بل اعتقد كل فريق أنه المحق، ومخالفه باغ، فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر اللَّه. وكان بعضهم مصيبا، وبعضهم مخطئا معذورا في الخطأ; لأَنه لاجتهاد، والمجتهد إذا أخطأَ لا إثم عليه، وكان علي رضي اللَّه عنه هو المحق المصيب في تلك الحروب. هذا مذهب أهل السنة، وكانت القضايا مشتبهة حتى إن جماعة من الصَّحابة تحيروا فيها فاعتزلوا الطائفتين، ولم يقاتلوا، ولم يتيقنوا الصواب، ثم تأخروا عن مساعدته منهم). وقال ابن حجر رحمه الله (21): (والحق حمل عمل كل أحد من الصحابة المذكورين على السداد فمن لابس القتال اتضح له الدليل لثبوت الْأمر بقتال الفئة الباغية وكانت له قدرة على ذلك، ومن قعد لم يتضح له أي الفئتين هي الباغية وإذا لم يكن له قدرة على القتال). وقال ابن تيمية رحمه الله (22): (وأهل السنة والجماعة متفقون على أن المعروفين بالخير كالصحابة المعروفين وغيرهم من أهل الجمل وصفين من الجانبين لا يفسق أحد منهم فضلا عن أن يكفر حتى عدى ذلك من عداه من الفقهاء إلى سائر أهل البغي فأنهم مع إيجابهم لقتالهم منعوا أن يحكم بفسقهم لأجل التأويل).


(1) انظر: فتح الباري، كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، حديث "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما"؛ وانظر منهاج السنة النبوية لإبن تيمية (4\ 451).
(2) بتصرف: فتح الباري، كتاب الفتن، باب التعرب في الفتنة، حديث " ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن .. ".
(3) بتصرف: صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر، حديث "إنها ستكون فتن ألا ثم .. "
(4) فتح الباري، كتاب الفتن، باب تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، حديث "ستكون فتن القاعد فيها خير من .. ".
(5) بتصرف: فتح الباري، كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، حديث "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .. ".
(6) صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر، حديث "إنها ستكون فتن ألا ثم .. ".
(7) سورة الحجرات: الآية 9.
(8) صحيح البخاري، كتاب الإكراه، باب يمين الرجل لصاحبه إنه أخوه إذا خاف عليه، حديث "انصر أخاك ظالما أو مظلوما".
(9) سورة آل عمران: الآية 104.
(10) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، حديث "من رأي منكم منكرا فليغيره .. ".
(11) فتح الباري، كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، حديث "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .. ".
(12) صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب نزول الفتن كمواقع القطر، حديث "إنها ستكون .. ".
(13) فتح الباري، كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، حديث "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .. ".
(14) انظر: مسند أحمد، مسند الأنصار رضي الله عنهم، باب حديث خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، حديث "تقتل عمارا الفئة الباغية".
صححه الألباني (صحيح الجامع الصغير وزيادته، للألباني ج1 ص573). وانظر: فتح الباري، كتاب الفتن، باب التعرب في الفتنة، حديث " ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن .. ".
(15) صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند الفتن، حديث "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة".
(16) بتصرف: فتح الباري، كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، حديث "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .. ".
(17) صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، حديث "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .. ".
(18) فتح الباري، كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، حديث "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .. ".
(19) انظر: منهاج السنة النبوية لإبن تيمية الحراني: (4\ 319 - 320).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير