تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اعتزل كثير من الصحابة القتال لأنها كانت فتنة ولم يتضح لهم صاحب الحق، فتركوا القتال، والدليل على ذلك فعل خزيمة رضي الله عنه، فقد كان من الصحابة الذين قعدوا عن القتال لأنه لم يظهر له صاحب الحق، إلى أن قُتل عمار، فعندها علم أي الفئتين كانت على الحق، فسل سيفه وقاتل مع علي رضي الله عنه.

عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي (خزيمة بن ثابت رضي الله عنه) كافا سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه فقاتل حتى قتل، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتل عمارا الفئة الباغية"

ودليل آخر هو فعل الأحنف بن قيس، (كان مخضرما ولم يكن صحابيا)، فهو ممن اعتزل القتال لأنه لم يظهر له أي الفريقين كان على الحق، ويتضح هذا في قوله (وَاَللَّه لَا أُقَاتِلكُمْ وَمَعَكُمْ أُمّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا أُقَاتِل رَجُلًا أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ)

فهذا دليل على أن الصحابة وغيرهم من أهل التقوى والصلاح لم يكونوا ضدّ نصرة الحق وقتال البغاة ولكنها كانت فتنة ولم يظهر لهم أي الفئتين كانت على الحق.

وقد نقلت كلام ابن حجر والنووي رحمهما الله في هذا فأرجو أن تُعيد قراءته:

>> وحمل هؤلاء الأحاديث الواردة في القعود عن القتال في الفتنة من ضعف عن القتال أو قصر نظره عن معرفة صاحب الحق (11)، قال النووي رحمه الله: (وتتأول الأَحاديث على من لم يظهر لهُ الحق , أو على طائفتين ظالمتين لا تأويل لواحدة منهم، ولو كان كما قال الأَولون لظهر الفساد, واستطال أهل البغي والْمبطلون)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير