أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني إبراهيم بن الحصين بن عبد الرحمن عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه، قال: لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن الحضير وأبو نائلة سلكان بن سلامة وسلمة بن سلامة بن وقش ورسول الله ? واقف على قدميه فلما وضع في قبره تغير وجه رسول الله rوسبح ثلاثا فسبح المسلمون ثلاثا حتى ارتج البقيع ثم كبر رسول الله ? ثلاثا وكبر أصحابه ثلاثا حتى ارتج البقيع بتكبيره فسئل رسول الله ? عن ذلك فقيل يا رسول الله رأينا بوجهك تغيرا وسبحت ثلاثا قال: ((تضايق على صاحبكم قبره وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها ثم فرج الله عنه)).
و إسناده تالف، محمد بن عمر هو: الواقدي متروك.
الحديث الرابع: عن ابن عياش رضي الله عنه: قال رسول الله ?: ((لو أفلت
أحد من فتنة القبر أو ضمه لنجا سعد ولقد ضمَّ ضَمَّةً ثمَّ رُخي عنه)).
أخرجه الحكيم الترمذي - كما في ((القول المسدد)) ص: 82 - قال: حدثنا سفيان عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن زياد عن ابن عياش (الأصل: عباس) به.
قلت: و هذا إسنادٌ ضعيف، لأجل سفيان - شيح محمد بن علي، الحكيم الترمذي -، و هو: ابن وكيع بن الجراح، ضعيف، اتُّهِم، و قد خالف في إسناده.
فقد رواه الطبرانيُّ في ((الأوسط)) (رقم: 6593)، قال: حدثنا محمد بن جعفر ثنا خالد بن خداش ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي النضر عن زياد مولى ابن عياش (الأصل: عباس) عن ابن عياش (الأصل: عباس) أنَّ النبي ? صعد
على قبر سعد بن معاذ فقال: ((لو نجا أحد من ضغطه القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة ثم رخي عنه))
و قال: لم يرو هذا الحديث عن أبي النضر إلا عمرو بن الحارث، تفرد به ابن وهب.
قلت: و هذا إسناد حسن، رجاله ثقات، و خالد ثقة ربما وهم.
و أبو النضر، هو: سالم بن أبي أمية، و ابن عياش عُدَّ في الصَّحابة.
و قد توبع عمرو عليه، تابعه:
-سعيد بن أبي هلال: ثقة: أخرجه يعقوب بن سفيان في ((المعرفة)) (1/)، - و من طريقه: ابن عساكر في ((تاريخه)) (19/ 236) - قال: حدثني أبو صالح
حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي النضر عن زياد مولى ابن عياش عن ابن عياش: أنَّ رسول الله ? قعد على قبر سعد بن معاذ ثم
استرجع فقال: ((لو نجا أحد من فتنة القبر أو ألمه أو ضمه لنجا سعد بن معاذ لقد
ضم ضمَّةً ثمَّ رُخِّيَ عنه)).
قلت: و هذا سندٌ صالح جداًّ، رجاله ثقات، سوى أبي صالح ففيه كلام معروف؛ لكن رواية الأئمة الحفاظ المتقنين عنه جيدة، كما حرره ابن حجر في " مقدمة الفتح))، و الراوي عنه هنا: يعقوب الفسوي الإمام الناقد.
و على كلٍّ، فهذه متابعة قوية لرواية ابن وهب.
و تابعهما ابن لهيعة: فقد رواه الطبراني في ((الكبير)) (رقم: 12975)، قال: ((حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا حسان بن غالب ثنا ابن لهيعة عن أبي النضر المديني عن زياد مولى مولى ابن عياش (الأصل: عباس) عن ابن عياش (الأصل: عباس) رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله ? يوم توفي سعد بن معاذ وقف على قبره ثمَّ استرجع ثم قال: ((لو نجا من ضغطة القبر أحد لنجا سعد لقد ضغط ثم رخى عنه)).
و في إسناده حسان هذا: واهٍ، و ابن لهيعة حاله معروفة.
الحديث الخامس: عن أنس أن النبي ?: ((صلى على صبي أو صبية قال لو نجا أحد من ضيقة أو ضغطة القبر لنجا هذا الصبي)).
أخرجه عبد الله بن أحمد في ((السنة)) (رقم: 1435) و أبو يعلى في ((مسنده الكبير)) - كما في ((المطالب العالية)) (5/ 67) و ((إتحاف الخيرة)) (3/ 270) - و الضياء في ((المختارة)) (رقم: 1824 و 1825 و 1826) من طريق إبراهيم بن الحجاج الناجي نا حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن انس به.
قلت: و هذا إسناد جيد، إبراهيم ثقة، و ثمامة صدوق.
و قال ابن حجر: إسناده صحيح (المطالب 5/ 97).
و قال البوصيري: رجاله ثقات (إتحاف الخيرة المهرة 3/ 270).
قلت توبع إبراهيم عليه، تابعه:
1 ـ وكيع: أخرجه عبد الله بن أحمد (رقم: 1434) حدثني أبي، حدثنا وكيع به.
2و3 ـ و المؤمل بن إسماعيل و العلاء بن عبد الجبار - كما في ((المختارة)) (5/ 201) -.
¥