المؤمّل: صدوقٌ سيئُ الحفظ، و العلاءُ: صدوق.
4و5 ـ و حرمي بن عمارة - و هو: صدوق، يقع منه الوهم قليلا - و سعيد بن عاصم اللخمي - شيخٌ بصريٌّ -، ذكره عنهما الدَّارَقطني، ثم قال: ((وخالفهما وكيع وأبو عمر الحوضي روياه عن حماد عن ثمامة مرسلا، وهو الصحيح)).
قلت: فالظاهر أنه اختلف على وكيع، فما وافق فيه الأكثر - وهم خمسة رواة
الغالب عليهم الصدق - هو الأصحّ، و الله أعلم.
و أماالمراسيل:
فالأول: عن ابن أبي مليكة قال: ((ما أجير من ضغطه القبر ولا سعد بن معاذ الذي منديل من مناديله خير من الدنيا وما فيها ما رأيناك صنعت هكذا قط قال إنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرفه عنه ذلك وذلك أنه كان لا يستبرىء من البول)).
أخرجه هناد في ((الزهد)) (رقم:356)، قال: حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن ابن أبي مليكة به.
و إسناد المرسل: حسن، و هو مرسل كبير فابن أبي مليكة أدرك ثلاثين من أصحاب النبي ?.
و الثاني: عن محمد بن شرحبيل قال: ((اقتبض يومئذ إنسان قبضة من تراب ففتحها فإذا هي مسك، قال رسول الله ?: سبحان الله سبحان الله حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال: الحمد لله لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم فرج الله عنه ".
أخرجه إسحاق بن راهويه في ((مسنده)) (رقم:1127) - و من طريقه: أبو نعيم في " معرفة الصحابة)) (رقم: 697) دون موضع الشاهد - من طريق محمد بن بشر عن محمد بن عمرو حدثني محمد بن المنكدر عن محمود بن شرحبيل به.
و أخرج الجملة الأولى منه: ابن سعد (3/ 433) من طريق محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حَسَنَةَ أنَّ رجلاً أخذَ قبضةً ..
و إسنادُ المرسل:صحيحٌ إلى محمَّدٍ، لكنَّ محمَّداً هذا في معرفته بعضُ النَّظر.
فقد أخرجه ابن مندة في ((معرفة الصحابة " - كما في ((الإصابة)) (6/ 339) - طريق عبيد الله بن موسى التيمي عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه [عن محمد بن شرحبيل] قال ((أخذت قبضة من تراب قبر سعد بن معاذ فوجدت منه ريح المسك)).
قلت: و بناءً على هذا الأثر عدَّه أبو نعيم في الصحابة (1/ 196)، و قد تعقبه ابن حجر بقوله: ((قلت: ليس في الأمر الذي ذكره ما يتمسك بكونه صحابيا لأن شم تراب القبر يتأتى لمن تراخى زمانه بعد الصحابة ومن بعدهم)) (الإصابة 6/ 339).
قلت: لا يحتاجُ إلى هذا التأويل، فالإسناد ضعيف، لضعف المنكدر بن محمد، و
الصواب فيه أنه عن محمد بن شرحبيل أن رجلا ..
و أما محمد بن شرحبيل، فقد قال أبو نعيم: ((الصحيح: محمود بن شرحبيل،
أخرج عنه هذا الحديث، ثم ذكر حديث محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر)) اهـ قلت: لم أجد من ترجمه بترجمة مفردة سوى بعض من صنف في الصحابة، و أقل أحواله أن يكون تابعيا كبيرا، حالهُ مستورةٌ.
و بعد هذا؛ فلا شكَّ عندي أن هذا الإسناد صالحٌ للاعتبار، فمرسله كبيرٌ، محمدُ بنُ المنكدر سمعَ جماعةً من أصحاب النبي ?، و شيوخه في التابعين ثقاتٌ، و قد قال يعقوب بن شيبة: صحيح الحديث جدّاً، و قال ابن عيينة:لم يُدرك أحدا أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول الله ? منه.
قلت: فروايته عن محمد بن شرحبيل تقويه و ترفعه، و الله أعلم.
و الثالث: عن الحسن أن النبي ? قال - حين دفن سعد بن معاذ -: ((أنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرفعه عنه وذلك أنه كان لا
يستبرىء من البول)).
أخرجه هناد (رقم: 357) و البيهقي عن ابن فضيل عن أبي سفيان عن الحسن به. و إسناد المرسل: ضعيف، لحال أبي سفيان فهو ضعيف عند جماعة أهل الحديث؛ لكن قال ابن عدي: ((روى عنه الثقات، و إنما أنكر عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها غيره، و أما أسانيده فهي مستقيمة)) اهـ.
قلت: و لعل من جملة منكراته قوله: ((وذلك أنه كان لا يستبرىء من البول))، و لا تنفعه رواية أبي معشر الآتية، فهما من بابة واحدة.
و الرابع:عن سعيد المقبري قال لما دفن رسول الله ? سعدا قال ((لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول)).
أخرجه ابن سعد (4/ 430) قال: أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري به.
¥