و إسناد المرسل:ضعيف، لأجل أبي معشر.
و الخامس: عن جعفر بن برقان قال بلغني أن النبي ? قال وهو قائم عند قبر سعد ((لقد ضغط ضغطة أو همز همزة لو كان أحد ناجيا منها بعمل لنجا منها سعد)).
أخرجه ابن سعد (4/ 430) قال: أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان به.
و إسناده صحيح إلى جعفر، لكنه معضل، و جعفرُ:صدوقٌ.
خاتمة:
فتحصل ممّا ذكرنا أن الحديث ثابت من رواية جمع من الصحابة، بألفاظ مختلفة،
فضمُّ القبر لمعاذ ثابث من حديث ابن عمر و عائشة و جابر و ابن عياش، و المراسيل التي في الباب تقويه ـ فبعضها صحيح ـ، و أما إثبات الضمة مطلقا بلفظ: إن للقبر ضمة، فثابت من حديث عائشة و ابن عياش و أنس و بعض المراسيل.
و الحديث بشقيه المذكورين: قد صححه جمعٌ من أهل العلم ـ كما قدمنا ـ
و أختم هذا الجزء بمقالة الذهبيِّ في ترجمة سعد، قال - رحمه الله تعالى و رضي عنه و عن شيخه ابن تيمية -: ((قلت: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه وألم خروج نفسه وألم سؤاله في قبره وامتحانه وألم تأثره ببكاء أهله عليه وألم قيامه من قبره وألم الموقف وهوله وألم الورود على النار ونحو ذلك فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد وما هي من عذاب القبر ولا من عذاب جهنم قط ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه قال الله تعالى {وأنذرهم يوم الحسرة} وقال {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر}، فنسأل الله
تعالى العفو واللطف الخفي ومع هذه الهزات، فسعد ممَّن نعلم أنه من أهل الجنة، وأنَّه من أرفع الشهداء رضي الله عنه، كأنك يا هذا تظنُّ أنَّ الفائز لا يناله هولٌ في الدَّارين، ولا روعٌ ولا ألمٌ ولا خوفٌ سَلْ ربَّكَ العافيةَ، وأن يحشرَنا في زُمرة سعد)) (السير 1/ 290 - 291).
هذا، و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحابته و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدِّين.
و كان آخرُ الانتهاءِ من تبييضِه بعدَ عِشاء يومِ السَّبت 27 من ذي الحجة 1420هـ، و قد تمَّ بحثه على فترات متقطعة.
و كتب:
إبراهيمُ بنُ شريفٍ، أبو تَيمِيَّةَ، و أبو مُحَمَّدٍ المِيليُّ
عفا الله تعالى عنه و عن والديه و أهل و جميع المسلمين
ـ[عبدالله العدناني]ــــــــ[31 - 05 - 03, 03:06 م]ـ
.......... ؟؟
ـ[حديثي]ــــــــ[01 - 06 - 03, 06:12 م]ـ
حديث الخضر - عليه السلام - مع مُكَاتب بني إسرائيل:
أخرجه الطحاوي في "مُشكل الآثار" بتحقيق الأرنؤوط (5/ 135 - 137/رقم:1877) قال: حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي، قال حدثنا بقية بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن زيد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم لأصحابه: "ألا أحدثكم عن الخضر؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "بينا هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مُكاتَب، فقال: تصدق علي - بارك الله فيك -، قال الخضر: آمنت بالله ما يريد الله من أمر يكن، ما عندي شئ أُعْطِيَكَه، فقال المسكين: أسألك بوجه الله - عز وجل - لَمَا تصدقت عليَّ؛ إني نظرت إلى سيماء الخير في وجهك، ورجوت البركة عندك، قال الخضر: آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني، فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: نعم، الحق أقول لك؛ لقد سألتني بأمر عظيم، أما إني ما أُخيِّبُك بوجه ربي فبعني، فقدَّمه إلى السوق، فباعه بأربع مئة درهم، فمكث عند المشتري زمانًا لا يستعمله في شئ، فقال الخضر: أما إنك إنما ابتعتني ابتغاء خيري؛ فأوصني بعمل، فقال: أكره أن أشق عليك، إنك شيخ كبير، قال: ليس يشق عليَّ، قال: فقم فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم، فخرج الرجل ليقضي حاجته، ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعته، فقال له: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه، قال: ثم عَرَضَ للرجل سفرٌ فقال: إني أحسبك أمينًا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال: أوصني بعمل، قال: إني أكره أن أشق عليك، قال: ليس بشق عليَّ، قال: فاضرب من اللبن لبيتي حتى أَقْدِمَ عليك، قال: فمضى الرجل لسفره، فرجع الرجل وقد شَيَّدَ بناءه، فقال
¥