[ما أسهل الطلب!]
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[27 - 05 - 03, 07:22 ص]ـ
ما أسهل طلب العلم
ما أسهل طلب العلم وأجلّه، و أمتعه و أرتعه، وأحلاه وأجلاه، و ألذَّه وأبضّه، و أقربه وأطربه ....
إياك أن تظن أنه وقفٌ على ذي عبقرية فذة، أو عقلية نادرة، كلا؛ فإن هذا نادر في بني الإنسان، وغالب هذا الناسِ متقاربون، والمبدعون في الدين والدنيا هم أقرب إلى عامة الناس، إلا أنهم انتبهوا حين رقد القوم، وجدوا حين هزل الفدم ...
وهذا الربيع بن سليمان، كبير الشافعية، كان بطيء الفهم؛ كما زعم السبكي في طبقاته فراجعه ......
بقي أن أذكّرك بأنه كرّر (الأم) خمسمائة (500) مرة، كل مرة يظهر له جديد!
والعقل الفقهي، ورسوخ الحفظ؛ إنما يصيران ملكة للإنسان بكثرة الدربة، ذُكِرَ عن الزهري: إن الرجل ليطلب وقلبه شعبٌ من الشعاب، ثم لا يلبث أن يصير وادياً لا يوضع فيه شيء إلا التهمه .... الخ كلامه، (الجامع) ..
ولا تبتئس بكثرة طلاب العلم، ومزاحمتهم لك، فيوشك أن لا يكون، فإن هذه الجموع الحاشدة، لحائلةٌ زائلة، هذا الخطيب ـ في تاريخه ـ يحدث عن إسرائيل قال: " كثر من يطلب الحديث في زمن الأعمش (يعني: صحوة)، فقيل له يا أبامحمد: ما ترى أكثرهم؟!. قال: لا تنظروا إلى كثرتهم، ثلثهم: يموتون، وثلثهم: يلحقون بالأعمال، وثلثهم: من كل مائة يفلح واحد "
وإنما آفة العلم أن يبكي الطالب على أطلاله، ويتسربل باليأس من تحصيله، ويزعم أن قد مات العلم، ولم يدر أن الميت هو ذاته، وأنها شبهات ألقاها إليه أبو مرة، فلله كم صدَّ بها من صريع!
شبهاتٌ ...
فبعضها قد تناهى ...... وبعضها يتولّد
والعبد فيها أسير ....... لها مُعادٌ مردّد
ولولا خشية الإملال لتنفست شيئاً، ولكنِ السالفون كانوا يمدحون من الكلام أقصره، ولهم في منطقهم عوائد من اختصار وحذفٍ وترخيمٍ ونحو ذلك من أفانين الإيجاز، إنما يلحنون ولا يصرحون؛ " وخير الحديث ما كان لحنا "، ثم على رأي ابن المعتز:
بين اقداحهم حديثٌ قصيرٌ ........ هو سحرٌ وما سواه كلامُ
هذا وإن مخاطبك ظلومٌ جهولٌ، ولكنه " استغزرَ الدموعَ بالتذكّر "، و " ولا يبعثُ الأحزان مثل التذكرِ ".
والسلام عليك
ـ[الذهبي]ــــــــ[27 - 05 - 03, 10:30 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرًا - أخي الكريم - على هذه التذكرة الطيبة.
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[27 - 05 - 03, 12:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي النجدي ... كلام في غاية الروعة!!!
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[28 - 05 - 03, 12:12 م]ـ
أخويّ: الذهبي،الطالب الصغير .....
وجزاكما خيراً وبرّاً ....
ـ[عجماني]ــــــــ[29 - 05 - 03, 07:27 م]ـ
بارك الله فيك
موضوع رائع
ونحن بحاجة إلى هذه المواضيع التي تحفز الهمم، وتدفع إلى التفاؤل والطموح
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[31 - 05 - 03, 01:55 ص]ـ
وفيك بارك ... أخي عجماني، والرائع هو جوابك ...
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[10 - 03 - 04, 08:30 ص]ـ
" ولا يبعثُ الأحزان مثل التذكرِ "
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[10 - 03 - 04, 01:52 م]ـ
بارك الله فيك يا نجدي , و أسأل الله رب العرش العظيم أن يكثر من المذكرين , و يمحو المخذلين
ـ[المختار]ــــــــ[10 - 03 - 04, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك وجعلها في موازين حسناتك
نعم نريد المواضيع التي ترفع الهمم عندنا
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 02:44 ص]ـ
يارب اغفر لأخي على ما سطر .. -
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 02:51 ص]ـ
ذكر الخطيب البغدادي في كتابه الجامع قصة جميلة وهي أن شخصا كان يرى نفسه غير صالح للعلم وكلما طلب العلم يكون في مؤخرة الطلاب فكلهم أفهم منه!!! فيئس وحزن لذلك وقال: أنا لا أصلح للعلم فترك مجالس الطلب ومحافل العلم.
وذات مرة جلس إلى بستان فرآى منظرا أدهشه، ودعاه للتأمل والتفكير!!
رآى حجرا تتساقط عليه قطرات ماء من فوقه وقد أثرت تلك القطرات على الحجر فصنعة حفرة في وسط ذلك الحجر ...... فقال: إن هذه القطرات اللطيفة قد أثرت على هذا الحجر القوي وما ذاك إلا لتواصل عزم القطرات ..... فليس العلم بألطف من قطرات الماء، ولا قلبي بأشد من هذا الحجر!!!!!!!!!!!!!!!
فرجع إلى حلق العلم وواصل الطلب وصابر وثابر حتى أصبح من العلماء الذين تشد إليهم الرحال، ويقصده طلاب العلم!.
سبحان ربي
اللهم فقهنا في ديننا وألهمنا الصبر عليه وأرشدنا إلى الصواب منه.
بارك الله فيك أخي الكريم على ما تفضلت به.
أخوك أبو عبد الله
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[11 - 03 - 04, 03:25 ص]ـ
الأثر عن الأعمش ذكّرني بهذه القصة:
أخبرنا أحد المشائخ أن طالبًا من أحد بلاد الإسلام
كان يحضر دروس الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -
وكان يخطيء الشيخ في بعض المسائل، (ويرى!) أن
القول الذي انتهى إليه هو الراجح عنده!
يقول (أي هذا الشيخ): ثم مرت سنين فالتقيت به مرةً وسلمت عليه
وسألته عن أحواله .. يقول: فعلمت من حديثه أنه ترك
الطلب وفتح معملاً لتصليح الإطارات (بنشر باللغة العامية)، [ابتسامة] ..
والشيخ في هذا يذكرنا أن العلم يحتاج إلى صبر وجلد ومثابرة
والله المستعان.
¥