تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما قوله (ثم يقال لهذا القائل: لو كلفت أن تنقل عن واحد من السلف أنه قال اللهم اجعل ثواب هذا الصوم لفلان لعجزت فإن القوم كانوا أحرص شيء على كتمان أعمال البر فلم يكونوا يشهدوا على الله بإيصال ثوابها إلى أمواتهم.)

أقول: ما أنكرت على من جاء بعبادة بدعية فلما سألته أن ينقل عن واحد من السلف أنه قال بها أو فعلها، قال: إن زعمت أن أحدا من السلف لم يفعل ذلك قلت ما لا علم لك به، وما يدريك أن السلف كانوا يفعلون ذلك ولا يشهدون من حضرهم عليه؟ فإن القوم كانوا أحرص شيء على كتمان أعمال البر فلم يكونوا يشهدوا الناس عليها؟

وهكذا نكون قد فتحنا باب البدع على مصراعيها لمن شاء منهم أن يبتدع.

قوله: (فإن قيل إن رسول الله أرشدهم إلى الصوم والصدقة والحج دون القراءة، قيل هو لم يبتدئهم بذلك، بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم. فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له، وهذا سأله عن الصيام عنه فأذن له، وهذا سأله عن الصدقة فأذن له، ولم يمنعهم مما سوى ذلك. وأي فرق بين وصول ثواب الصوم الذي هو مجرد نية وإمساك وبين وصول ثواب القراءة والذكر؟)

أقول: قد شدد رسول الله النكير على البدعة وحذر منها. فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ يَقُولُ: «مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ. إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ. وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ». ولو كان ثواب القراءة يصل الميت لأهدى النبي عمه حمزة وزوجه خديجة رضي الله عنهما ثواب قراءته، ولأمر أهل الميت به ودلهم عليه. لكنه أرشدنا إلى ما يصل الميت من ثواب عمل الحي. ولا يخلو

قوله (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ) أن يكون موافقا للصواب أو مجانبا له. ولا نقول إلا ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ـ[رحمات]ــــــــ[18 - 12 - 05, 08:57 ص]ـ

نفع الله بكم فقد كفيتم ووقاكم الله شر اتباع الهوى ورزقكم الإخلاص بالقول والعمل

ـ[الحجاج]ــــــــ[21 - 12 - 05, 07:13 ص]ـ

آمين، ولك مثل ذلك إن شاء الله.

أثابك الله شيخنا الفاضل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير