[فوائد منتقاة من الروض الباسم لابن الوزير رحمه الله]
ـ[السكري]ــــــــ[29 - 05 - 03, 03:16 م]ـ
هذه بعض الفوائد واللطائف العلمية دونتها أثناء الاطلاع على كتاب (الرض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم) وهو من نفائس ابن الوزير اليماني يرحمه الله:-
1 - مدار المشقة التي في الطاعات: قال رحمه الله: (.زالنفوس الخبيثة تستعسر السهل من الخير لنفرتها عنه وعدم رياضتها عليه، لا لصعوبته في نفسه ... فلو كان العسر في نفس الأمر المشروع لكان عسيراً على كل أحد وفي كل حال ... فمدار المشقة التي في العبادات على الدواعي والصوارف، ولهذا ترى قاطع الصلاة يقوم نشيطاً إلى أعمال كثيرة أشق من الصلاة. وقد يكون العسر الموهوم في أعمال الخير من قساوة القلب وكثرة الذنوب وعدم الرياضة وملازمة البطالة) اهـ 1/ 22 - 23
2 - تليين الراوي لا يمنع أن يكون حديثه حسناً:-
قال رحمه الله تعالىعن {معان بن رفاعة}: ( .. لكن لينه ابن معين والتليين لا يقتضي رد الحديث بل يسقطه عن مرتبة الصحة، ويجوز أن يكون حسناً لا سيما وهو من قبيل الجرح المطلق وهو مردود مع التوثيق الراجح وموقوف في مع انفراده) 1/ 41
3 - أثر الجرح بـ (لين) على الحديث:-
قال: (قد يقال فيمن يجب قبوله (فيه لين) وقد تطلق هذه العبارة في بعض رجال الصحيح. وإنما فائدتها: ترجيح من لم يقل فيه ذلك على من قيل فيه عند التعارض) 1/ 41 - -42
4 - نزول آيات في تأديب أحد لا يلزم منها جرحه:-
قال: (الوجه الرابع: أن صدور مثل هذه القوارع على جهة التأديب للجاهلين والإيقاظ للغافلين من الله تعالى أم من رسوله صلى الله عليه وسلم لا يدل على جرح من نزلت فيه أو بسببه ما لم يكن فيها ما يدل على فسقه وخروجه من ولاية الله تعالى) 1/ 126 - 127
وللحديث بقية بإذن الله تعالى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:15 ص]ـ
إحياء لهذا الموضوع القديم، والعلق النفيس، سأحاول إكمال ما بدأه أخونا الكريم
= قال ابن الوزير في < الروض الباسم >:
(هذا؛ وإنّي لما رَتَبْت رتوب الكعب في مجالسة العلماء السّادة, وثبتُّ ثبوت القطب في مجالس العلم والإفادة, ولم أزل منذ عرفت شمالي من يميني مشمّراً في طلب معرفة ديني, أنتقل في رتبة الشّيوخ من قدوة إلى قدوة, وأَتَوَقَّل في مدارس العلم من ربوة إلى ربوة, ولم يزل يراعي بلطائف الفوائد نَوَاطِف, وبناني للطف المعارف قَوَاطِف: لم يكن حتماً أن يرجع طرف نظري عن المعارف خاسئاً حسيراً, ولم يجب قطعاً أن يعود جناح طلبي للفوائد مَهيضاً كسيراً, ولم يكن بدعاً أن تنسّمت من أعطارها روائح, وتبصّرت من أنوارها لوائح, أشربت قلبي محبّة الحديث النّبوي, والعلم المصطفوي, وكنت ممن يرى الحظ الأسنى في خدمة علومه, وتمهيد ما تعفَّى من رسومه)
= قال ابن الوزير في < الروض الباسم >:
(وهو العلم [يعني علم السنة] الذي يرجع إليه الأصولي, وإن برز في علمه, والفقيه وإن برّز في ذكائه وفهمه, والنّحوي وإن برّز في تجويد لفظه, واللّغوي وإن اتسع في حفظه, والواعظ المبصّر, والصّوفي والمفسّر, كلّهم إليه راجعون, ولرياضه منتجعون)
= قال ابن الوزير في < الروض الباسم >:
(الحكم على الحديث بالغرابة أو النكارة أو الشذوذ مقام وعر، تدحض فيه أقدام أئمة الحفاظ، فكيف بغيرهم؟ فينبغي من القاصر الاعتراف لأهل الإتقان بالإمامة والتقدم في علومهم .. )
..............
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:00 ص]ـ
= قال ابن الوزير في < الروض الباسم >:
(ومجرّد المباهتة بإنكار الجليّات, وجحد المعلومات لا يطفئ نور الحق, ولا ينوّر دخان الباطل, بل يتميّز به المنصف من المتعسّف, والعارف من الجاهل)
= قال ابن الوزير في < الروض الباسم >:
(فقول المعترض: إنّ الواجب هو الرّجوع إلى أئمّة الزّيديّة في علوم الحديث قولُ مغفّلٍ لا يعرف أنّ ذلك مستحيل في حقّ أكثر أهل العلم الذين يشترطون في علوم الاجتهاد ما لم تقم به الزّيديّة، وإنّما هذا مثل قول من يقول: إنّه يجب الرّجوع في علم الطّب إلى الأحاديث النّبويّة والآثار الصّحابيّة ولا يجوز تعدّيها إلى غيرها, ومثل من يقول: إنّه يجب الرّجوع في علوم الأدب إلى أئمة الزّهادة وأقطاب أهل الرّياضة)
= قال ابن الوزير في < الروض الباسم >:
(كثير ممن اختلف فيه من رواة البخاريّ ومسلم قد أجمع على قبوله وزال الخلاف, وأقلّ أحوال هذا الإجماع الظّاهر أن يكون مرجّحًا)
= قال ابن الوزير في < الروض الباسم >:
( ... إمّا أن يقرّ أنّ أهل كلّ فنّ أعرف به, وأنّ المرجع في كلّ فنّ إلى أهله أو لا؛ إن لم يعترف بذلك؛ فهو معاند غير مستحق للمناظرة؛ لأنّ المعلوم من الفرق الإسلامية على اختلاف طبقاتها: الاحتجاج في كلّ فنّ بكلام أهله, ولو لم يرجعوا إلى ذلك لبطلت العلوم, لأنّ غير أهل الفنّ إمّا ألا يتكلموا فيه بشيء البتّة أو يتكلموا فيه بما لا يكفي ولا يشفي, ألا ترى أنّك لو رجعت في تفسير غريب القرآن والسّنّة إلى القرّاء, وفي القراءات إلى أهل اللّغة, وفي المعاني والبيان والنّحو إلى أهل الحديث, وفي علم الإسناد وعلل الحديث إلى المتكلمين, وأمثال ذلك لبطلت العلوم, وانطمست منها المعالم والرّسوم, وعكسنا المعقول, وخالفنا ما عليه أهل الإسلام)