تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شهدت موريتانيا خلال هذا الأسبوع حدثا سياسيا هاما يتمثل في الإفراج عن قادة الحركة الإسلامية في البلاد وفي مقدمتهم الشيخ محمد الحسن الددو، وذلك بعد أقل من أسبوع على الإطاحة بنظام الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، الذي عانت الحركة الإسلامية في عهده الكثير من المضايقات و القمع.

شبكة الإسلام اليوم التقت الشيخ محمد الحسن الددو بالعاصمة الموريتانية نواكشوط في اليوم الثاني لإطلاق سراحه، حيث حاورته حول ظروف السجن، والتغييرات السياسية التي شهدتها موريتانيا مؤخرا، وتوقعاته لمستقبل البلاد في ظل الحكم الانتقالي الجديد ..

تم الإفراج عنكم يوم أمس ضمن مجموعة من إخوانكم المعتقلين .. كيف تنظرون لهذه الخطوة؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدي بهديه إلى يوم الدين ...

نحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به من نعمه الظاهرة والباطنة ..

أما الإفراج عنا .. فهو مثل اعتقالنا، خطوة لم نستشر فيها، ولم تكن لها مقدمات .. وهي مجرد تصحيح وضع كان قائما؛ لأننا كنا معتقلين بغير حق، وأفرج عن بعضنا، فالذي يسأل عنه لماذا لا يكون الإفراج عن الجميع؟ أما الإفراج بحد ذاته فهو أمر طبيعي؛ لأن كل المظلومين يستحقون رفع الظلم، واستعادة الحرية.

ما هي طبيعة قرار الإفراج عنكم (حرية مؤقتة، براءة .. الخ .. )؟

القرار في أصله ليس قضائيا، فالقضاء كان في إجازة الأسبوع، بل هو قرار سياسي، لأننا معتقلون سياسيون، والقضاء ليست له مآخذ علينا، وليس في ملفاتنا ما يستحق التوقيف أصلا، بله النظر والمتابعة القضائية.

والقرار – وإن كان سياسيا إلا أنه -بطبيعة الحال قد أُمرّ على القضاء، وقاضي التحقيق كما أنه الذي وقع علي دخولنا السجن أصلا، فهو الذي وقع أيضا على خروجنا منه، ولم يذكر في قرار الإفراج أي من الأوصاف التي ذكرت (حرية مؤقتة .. براءة .. الخ) وإنما كتب "قرار إفراج" فقط.

ماهي طبيعة وضعكم الصحي حاليا، ومتى السفر للعلاج؟

أنا مصاب منذ فترة بقرحتين معديتين .. إحداهما على العرق الأساسي للمعدة، وقد أثبتت التشخيصات أنها محتاجة إلى عملية جراحية، لا يمكن أن تتم هنا في البلد، وهذه القرحة سببها تنامي بكتيريا معينة، ينميها السهر والروائح المزعجة .. وهذا ما كان متوفرا في السجن طيلة هذه الفترة، ففي مدرسة الشرطة كان الباعوض يمنع النوم في الليل؛ لأننا ممنوعون من استعمال الناموسيات وتبديل الملابس وتنظيف الفراش.

وكذلك في السجن المدني كنت في حمام ضيق نصفه غير مسقوف، ويجاور مطبخ السجن الذي يستخدم فيه الحطب، وتنبعث منه الروائح المزعجة، وكانت دوريات الجنود فوق المعتقل يرفسون ويضربون أبواب الحديد من أجل إزعاج بعض السجناء حتى لا ينامون - أو هكذا نفهم- والله أعلم بالقصد.

فلذلك لم يكن النوم بالمستوى الصحي المقبول، مما زاد من مضاعفات الإصابة بالقرحة المعدية.

وبعد كثير من الضغط أذن للأخصائي بزيارتي، فكتب لي علاجا مؤقتا مهدئا ومخففا للآلام، وأمر بالعلاج السريع في الخارج، لأن العملية المطلوبة لا يكمن إجراؤها في البلد، وسأحاول الذهاب للمملكة العربية السعودية للعلاج قريبا إن شاء الله، والذي يؤخر ذلك هو الإجراءات الرسمية للتأشيرة ونحو ذلك.

كيف كانت وضعية المعتقل هذه المرة مقارنة بالمرات السابقة؟

كان السجن هذه المرة أسوء من المرات السابقة، فلم يكن في السابق مثلا سجن انفرادي إلا في حالات نادرة في المفوضيات أو مدرسة الشرطة، أما السجن المدني فلم يسبق أن كان فيه سجن انفرادي، أما الآن .. فكانت هناك أوضاع مقصودة، مخالفة لكل قوانين البلد وحقوق الإنسان.

انتم كإسلاميين تعارضون من الناحية الفكرية والمبدئية الانقلابات العسكرية، وكنتم شخصيا قد أصدرتم فتوى بهذا الخصوص إبان محاولة انقلاب 2003، ومع ذلك أيدتم هذا الانقلاب ألا يوجد تناقض بين الموقفين؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير